فلسطين أون لاين

محدث "إيلات" في مرمى هجمات (أنصار الله) منذ بدء الحرب.. هل تكون أولى محطات ردّهم؟

...
إيلات في مرمى هجمات أنصار الله منذ بدء الحرب.. هل تكون أولى محطات ردّهم؟
غزة/ فلسطين أون لاين

أعلنت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، اليوم الأحد، تنفيذ ما وصفتها بعملية عسكرية نوعية بمنطقة إيلات، كما أكّدت استداف سفينة أميركية في البحر الأحمر.

وقال الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع: "نفذنا عملية عسكرية نوعية، استهدفت منطقة حيوية في إيلات جنوبي إسرائيل، بعدد من الصواريخ الباليستية، وحققت أهدافها".

وأضاف: "استهدفنا سفينة أميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة"، لافتا إلى "إصابتها بشكل مباشر".

وذكر أن "الرد على الهجوم الأخير على الحديدة، قادم لا محالة، وسيكون عظيما".

وشدّد على أن "العدوان الإسرائيلي لن يثني اليمن عن موقفه الثابت تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني".

وحذّر من أن "العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، أو المتجهة إلى موانئ فلسطين، لن تتوقف إلا بوقف العدوان، ورفع الحصار عن غزة".

وتأتي تصريحات الناطق العسكريّ باسم الحوثيين، فيما قُتل وجرح العشرات إثر سلسلة غارات إسرائيلية على مدينة الحديدة غرب اليمن، أمس السبت.

تستعد دولة الاحتلال لرد جماعة أنصار الله (الحوثيين) على العدوان الإسرائيلي على اليمن، الذي استهدف، السبت، منشآت في مدينة الحديدة. وفيما سُمع ليلة السبت الأحد دوي انفجار في مدينة إيلات، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه "اتضح من الفحوص التي أجريت أنه لم تُنفَّذ أي عملية إطلاق (صواريخ أو مسيّرات) نحو المدينة، ولم يُطلَق صاروخ اعتراض. لا توجد خشية من حدث أمني".

وتدرك (إسرائيل)، وفقاً لمسؤول إسرائيلي، تحدث إلى وسائل إعلام عبرية، لم تسمّه، أنه سيكون هناك تبادل للضربات، مضيفاً: "أهدافنا جاهزة مسبقاً". وأفاد سكان من إيلات بأنهم سمعوا أصوات انفجارات قوية بعد نحو 5 ساعات من العدوان الإسرائيلي على اليمن، فيما انتشرت مشاهد عبر شبكات التواصل الاجتماعي لما بدا أنه عملية اعتراض.

وبحسب معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حاول الحوثيون منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استهداف إسرائيل نحو 220 مرة، ونجحوا مرة واحدة وفق الادعاءات الإسرائيلية، في الليلة الواقعة بين يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الماضي في تل أبيب، حيث قُتل إسرائيلي وأصيب 8 آخرون.

وتعتبر إيلات على البحر الأحمر هدفاً للحوثيين منذ بداية الحرب، إذ أطلقوا صواريخ ومسيّرات باتجاهها، أبرزها ما حدث في 2 إبريل/ نيسان الماضي، حيث سقطت طائرة مسيّرة على مقربة من مطار رامون في مدينة إيلات.

وبحسب المصادر الإسرائيلية وقعت شمال المطار في الأراضي الأردنية وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية.

وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي في حينه إنه "رُصد سقوط هدف جوي مشبوه خارج حدود (إسرائيل)، من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة إيلات، وقد انتهى الحدث وملابساته قيد التحقيق". وذكرت بلدية إيلات أن الحديث عن سقوط هدف جوي معادٍ خارج حدود إيلات، على مسافة نحو 200 متر من الحدود.

وفي الشهر ذاته، استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة منظومة دفاع جوية جديدة من أجل اعتراض مسيّرة تسللت إلى منطقتها. وسُمعت في حينه صفارات إنذار في المدينة والمناطق المحيطة بها، في أعقاب تسلل مسيّرة من جهة الشرق. وبعد ذلك بوقت قصير أعلن الجيش أن قوات سلاح البحرية رصدت هدفاً مشبوهاً "وصل إلى إسرائيل وتمكنّا من اعتراضه من خلال منظومة القبة البحرية".

ويدور الحديث عن منظومة تشكّل نموذجاً بحرياً من منظومة "القبة الحديدية"، وهي المنظومة الأصلية التي تُنصَب على اليابسة للاعتراض في البر، بينما تعمل القبة البحرية على حماية السفن وسط البحر وعلى الساحل، وكذلك لحماية الأصول الساحلية، من مجموعة متنوعة من التهديدات. وفي الشهر نفسه أيضاً، أعلن جيش الاحتلال أن "مسيّرة تسللت من جهة الأردن، أطلقتها المليشيات الموالية لإيران أصابت قاعدة سلاح البحرية في إيلات"، وسبّبت "أضراراً طفيفة للمبنى ولم يُصَب أي شخص".

في 14 إبريل/ نيسان الماضي أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليماته للمستوطنين في هضبة الجولان السوري المحتل ولسكان نبطيم في الجنوب، وكذلك لسكان إيلات وديمونا بالبقاء قرب الملاجئ. وقال الجيش حينذاك إنه "بناءً على تقييم الوضع يُطلَب من سكان شماليّ هضبة الجولان ومنطقة نبطيم في النقب ومدينتَي ديمونا وإيلات البقاء حتى إشعار آخر قرب مكان آمن يمكن الوصول إليه في الوقت المطلوب".

وفي 16 يوليو/ تموز الجاري، رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في إيلات للاشتباه بوقوع حدث أمني، مشيرة إلى حدوث عملية تسلل، وأعلنت إغلاق مداخل المدينة. وعززت شرطة إيلات قواتها ونشرها في المنطقة، كذلك أغلقت محاور الوصول إلى شارع رقم 12 المؤدي من مصر وإليها. ولاحقاً أعلنت أن لا خشية من وقوع حدث أمني.

قبل ذلك، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وصول زوارق صاروخية تابعة لسلاح البحرية إلى منطقة البحر الأحمر.

وجاء ذلك عقب تقييم للوضع الأمني "وفي إطار تعزيز الجهد الدفاعي في المنطقة". ووصلت الزوارق إلى المنطقة، عقب اعتراض إسرائيل عدة صواريخ، قالت إنها أُطلقت من اليمن باتجاه إيلات.

وبعد ثلاثة أيام، وتحديداً في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، اعترض صاروخ "حيتس" إسرائيلي صاروخ أرض - أرض أطلق من اليمن وأطلق صفارات الإنذار في إيلات.

بعد نحو شهر، في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلن جيش الاحتلال أن زورقاً حربياً إسرائيلياً من نوع "ساعر 6" أبحر باتجاه البحر الأحمر، وهي المرة الأولى التي يصل فيها زورق من هذا النوع إلى إيلات، لينضم إلى عمليات سلاح البحرية هناك، بعد دوره في عمليات القصف في حرب إسرائيل على غزة.

وجاءت تلك الخطوة كرسالة إلى الحوثيين الذين يواصلون إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، كذلك اتخذوا خطوات تصعيدية ضد السفن المتجهة إليها.

وقال الجنرال إلداد بيركوفيتش: "لا يوجد مكان بعيد عن الأسطول الثالث، الذي يقوم بعمليات دفاعية بالتعاون مع سلاح الجو، ضد العدو القادم من الجنوب والشرق".

وأضاف بيركوفيتش: "أكثر من ألف جندي يتمركزون في البحر. لن نتوقف حتى يتحقق القضاء على آخر إرهابي.

وينتشر الأسطول الثالث أيضًا في منطقة البحر الأحمر، إلى جانب (ساعر 6) وقوات أخرى. ويعمل الأسطول على الجبهتين القريبة والبعيدة منذ اليوم الأول للحرب".

وتابع: "كذلك يجري الأسطول الثالث تجمعات قتالية ويقوم بهجمات على معاقل حماس (..) ومساعدة القوات المشاركة في العملية البرية في القضاء على المنظمة...".

وقال بيان جيش الاحتلال في حينه: "هذا الأسبوع، رست سفينة من طراز (ساعر 6) لأول مرة في ميناء إيلات، التي انضمت إلى النشاط العملياتي للذراع البحرية. إلى جانب هذا النشاط، أُنجِزَت أعمال التطوير الخاصة بالسفينة الرابعة والأخيرة من سلسلة ساعر 6، التي استغرقت أكثر من عامين، بوتيرة سريعة للغاية، لتثبيت وتعديل أحدث أنظمة القتال وأكثرها تقدماً في العالم، لأربع سفن حربية طورتها اسرائيل في الوقت نفسه".

المصدر / العربي الجديد