فلسطين أون لاين

"برائحة ذكرياتهم وحنين ماضيهم"

تقرير الملابس القديمة.. مقصد الغزّيين لمواجهة حرب الإبادة

...
غزة/ جمال محمد

ساعات أمضاها محمد العامودي، وطفليه للبحث عن بعض الملابس الخاصة بهما لكن دون جدوى لقصرها وعدم مناسبتها لأذواقهم وعدم توفر العديد منها نظرًا لشحها في الأسواق ولارتفاع ثمنها.

وحاول العامودي، إقناع طفليه بشراء بعض الملابس القديمة "البالة" لكنه فشل في ذلك واستجاب لطلب طفليه بالانتقال لمكان آخر لعله يجد ما يناسبها.

وأشار إلى أن العديد من الملابس التي تُعرض في الأسواق بالية والأخرى شتوية ولا تناسب أجواء الصيف الحار، فيريد شراء بعض الملابس الخفيفة التي تتناسب مع ارتفاع درجات الحرارة.

وتمنع سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على القطاع، في السابع من أكتوبر الماضي، إدخال احتياجات الغزيين من الملابس فما يعرض في الأسواق عبارة عن ملابس مستعملة، أو ما يعرف بـ"المخراز"، وفق البائع أحمد علي.

ارتفاع الأسعار

وبيّن علي، لمراسل "فلسطين أون لاين" أن الملابس التي تعرض في الأسواق يتم استخراجها من أسفل أنقاض المنازل المدمرة وما يصلح منه يتم بيعه وحياكة الأخر لتتناسب مع طبيعة الجو.

وأضاف، أنهم "يعرضوا الملابس الشتوية والصيفية في آن واحد، مرجعًا ذلك لعدم توفر الجديد منها ولارتفاع ثمنه وعدم قدرة العديد من العائلات على شراءه، ولمنع سلطات الاحتلال إدخال احتياجات القطاع من الملابس منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي".

ولا يختلف الحال كثيرًا عن سارة الهبيل، التي فشلت في إيجاد ملابس لأطفالها الثلاثة، مؤكدةً أن ما يتم عرضه في الأسواق قديم وشتوي ولا يناسب أولادها ومنها ما تم استخراجه من أسفل أنقاض المنازل المدمرة فبعضها محترق والآخر بالي.

وأشارت إلى أنها تلجأ في بعض الأوقات إلى حياكة ملابس أطفالها كي تناسب أحجامهم بعدما فقدوا أوزانهم وباتت أجسادهم لا تحمل الملابس التي يرتدوها فتقوم بإرسالها إلى الخياط من أجل حياكتها لتناسب أولادها.

ويلجأ سكان مدينة غزة وشمالها، لاقتناء الملابس القديمة "البالة" لعدم توفر الجديدة منها ولارتفاع أسعارها إلى حد غير معقول، على حد قولهم.

أسعار مرتفعة

وفي إحدى زوايا شارع الجلاء بمدينة غزة يجلس الخياط إبراهيم مقداد، خلف ماكينة يعتمد عليها في حياكة الملابس، مشيرًا إلى أن جميع ما يصله مُهترئ والآخر يحتاج إلى تضييق كي يناسب أجساد أصحابها بعد أن انخفضت أوزانهم بسبب المجاعة التي تضرب مدينة غزة وشمالها منذ أشهر.

وذكر مقداد، أن العديد من الأسر تلجأ لحياكة ملابسها القديمة نظرًا لشح الجديدة ولارتفاع ثمنها في حال وجدت وعدم قدرتهم اقتنائها لعدم توفر الأموال الكافية في جيوبهم نظرًا لطور أمد الحرب وعدم توفر مصدر دخل لهم.

ومنذ الـ7 من أكتوبر الماضي، تشن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" حربًا مدمّرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب منع إدخال احتياجات القطاع من الملابس والمواد الأساسية والخضروات واللحوم.