فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

خبير عسكري يكشف: هذه معضلة الاحتلال بـ "محور فيلادلفيا" وحقيقة الأنفاق المكتشفة برفح

مسؤول في الدفاع المدني لـ "فلسطين أون لاين": استهداف الاحتلال لمراكبنا وطواقمنا سيزيد من صعوبة عملنا

وصلوا أجساد محروقة حرقًا.. الإعلام الحكومي بغزة: 320 شهيدًا وجريحًا بأسلحة "إسرائيلية" محرمة دوليًا

خسائر "الدبابات" بمعارك غزة أجّل قرار دمج مجندات جيش الاحتلال في "سلاح المدرعات"

"القسام" تعلن مقتل وجرح جنود للاحتلال بعد تفجير دبابتين جنوب غزة

"بسبب الكوفية الفلسطينية" عميد كلية يرفض تكريم طالبة.. تفاصيل واقعة أغضبت المغاربة (شاهد)

كاتب "إسرائيلي": 7 أكتوبر تسونامي تاريخي كشف عن انهيار مدوٍّ لأسطورة جيشنا

لهذا السبب.. عائلة الشهيد الطبيب عدنان البرش ترفض طلبًا "إسرائيليًا" بتشريح جثمانه

زحالقة لـ "فلسطين أون لاين": نتنياهو وضع أهدافًا للحرب لا يمكن تحقيقها كي تستمر

تصاعد الهجرة العكسية .. نصف مليون "إسرائيلي" حزموا حقائب الهجرة منذ 7 أكتوبر

الحرب تدمر التربة الزراعية وتهدد بانعدام الأمن الغذائي بغزة

...
غزة/ رامي محمد

تسببت الحرب المستمرة على قطاع غزة في تداعيات خطيرة على التربة الزراعية ستترك آثارها لفترات طويلة من الزمن، ما يشكل ذلك تحدياً للسكان الغزيين الذين يعتمدون على الزراعة التي تعد أهم الأنشطة الاقتصادية لديهم.

 ومن صور ذلك، التلوث الكيميائي، وتدمير البنية التحتية الزراعية، التأثير على خصوبة التربة، إلى جانب الأثر البيولوجي، حسب خبراء في الشأن الزراعي والبيئي.

وأوضح الخبير الزراعي م. نزار الوحيدي أن التربة الزراعية في قطاع غزة تتعرض لتلوث كيميائي كبير جراء استخدام الاحتلال الإسرائيلي في حربه الأسلحة المختلفة.

وذكر الوحيدي لـ"" في هذا الصدد أن القنابل والصواريخ التي تطلقها الترسانة العسكرية الإسرائيلية تؤدي الى اطلاق مواد كيميائية ضارة في البيئة، ما ينجم عن ذلك تلوث التربة الزراعية بمواد سامة مثل الرصاص والزئبق والمعادن الثقيلة الأخرى.

وأضاف الوحيدي، أن المخلفات العسكرية التي يتركها الاحتلال عقب انسحابه من مناطق الاستهداف لها تأثيرات طويلة الأمد على التربة حيث تسبب في تأكلها وفقدانها طبقاتها العليا مما يقلل من خصوبتها وبالتالي يعوق عملية الزراعة.

ونوه الوحيدي إلى أن سياسة الأرض المحروقة وعمليات القصف والتجريف التي تسبق أعمال التوغل البري حولت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لقاحلة غير صالحة للزراعة.

وأشار إلى أن الحرب دمرت البيوت البلاستيكية، والمعدات الزراعية، وشبكات المياه وخطوط الري. 

ولفت الوحيدي إلى أن تدمير البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي تسبب في تسرب المياه العادمة إلى باطن الأرض.

ومن جانبه تطرق الخبير في البيئة جورج كرزم لتداعيات الحرب على الأثر البيولوجي، مبيناً أن الانفجارات والمواد الكيميائية المستخدمة في الحرب تسببت في قتل البكتيريا والفطريات، التي تلعب دوراً هاماً في تحسين جودة التربة.

وأشار إلى أن التغيرات البيئية تسبب في تغيير التركيب الكيميائي والبيولوجي للتربة، مما جعلها أقل قدرة على دعم الحياة النباتية.

وعرج كرزم إلى تداعيات ذلك على انخفاض الإنتاج الزراعي مما يؤثر سلباً على الأمن الغذائي، منوهاً إلى أن تدمير الأراضي الزراعي أيضا يفاقم الفقر والبطالة لان الزراعة توفر فرص عمل.

وأشار كرزم إلى أن صور الأقمار الصناعية تكشف عن أضرار جسيمة لحقت بالأراضي الزراعية والبساتين ومناطق الماشية، وأن أكثر من 80٪ من الأراضي الزراعية في قطاع غزة دُمِّرت أو تعذر الوصول إليها بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، ما أثر على ما يسمى "الأمن الغذائي" للسكان وفاقم حالة المجاعة.

ودعا الخبيران إلى ضرورة وقف الاحتلال حربه المتواصلة على قطاع غزة، وتقديم المساعدات المالية والفنية لإعادة بناء البنية التحتية الزراعية، والمساعدة في إعادة تأهيل الأراضي المتضررة من خلال استخدام تقنيات مثل الزراعة الحافظة والتسميد الطبيعي، وأيضاً استخدام الأساليب الكيميائية والبيولوجية لإزالة الملوثات من التربة، وتعزيز الوعي، والتدريب على الأساليب الزراعية المستدامة بين المزارعين.

ولتعزيز الإنتاجية الزراعية دعا الخبيران إلى تحسين الوصول إلى المياه وأنظمة الري والاستخدام الفعال للمياه، وإعادة تأهيل محطات تحلية المياه.

وأشارا إلى أن تعزيز السيادة الغذائية يتطلب تنويع المحاصيل وتشجيع المحاصيل المقاومة للظروف المناخية المتطرفة وبالتالي تقليل المخاطر. 

إلى جانب ذلك تكثيف العمل الاستراتيجي لجمع وإكثار وتنويع البذور المحلية الأصيلة وإعادة إنتاجها محليا، لضمان السيادة الغذائية الوطنية الحقيقية، وبخاصة في ظروف الحرب والكوارث، بدل الاعتماد على البذور الصناعية المهجنة المستوردة من السوق الإسرائيلي والخارج.