فلسطين أون لاين

"لم يكتفِ جيش الاحتلال بضربي وتعذيبي"

تقرير أسير محرر يروي لـ "فلسطين أون لاين" تفاصيل مروّعة حول ظروف اعتقاله من غزَّة

...
أسير محرر يروي "تفاصيل مروّعة" حول ظروف اعتقاله من غزة
خان يونس/ محمد سليمان:

"أخذوني برفقة اثنين من الأسرى مكبلين الأيدي والأرجل إلى بركس من الحديد، وقاموا بوضع واحد منا بساحة وأطلق الجنود كلبًا على الشاب وقام باغتصابه"، بهذه الكلمات وصف الأسير المحرر فادي بكر ما حدث مع أحد الأسرى داخل سجون الاحتلال.

ويؤكد بكر في حديثه لـ"فلسطين أون لاين"، أن الشاب الأسير الذي تعرض للاغتصاب من الكلب فقد الوعي، وقام الجنود بعدها بنقله إلى مكان غير معلوم وانقطع التواصل به ومعرفة مصير ما حصل معه.

يقول بكر الذي أفرج عنه جيش الاحتلال في مارس الماضي: "اعتقلني جيش الاحتلال خلال هجومه على حي الزيتون جنوب مدينة غزة في ديسمبر الماضي خلال وجودي داخل منزل بالقرب من دوار دولة برفقة عدد من أقاربي".

ويضيف بكر: "عند اعتقالي وضعني الجنود داخل دبابة بعد تعريتي من جميع ملابسي، وتكبيل يدي، وقاموا بتعصيب عيني، وضربي بقوة لأكثر من 7 ساعات، ثم توجهت الدبابة إلى شرق غزة".

ويوضح بكر أن الجنود احتجزوه عند حدود غزة لأكثر من يوم ثم قاموا بنقله إلى داخل الأراضي المحتلة وهو مكبل اليدين برفقة المئات من الأسرى.

وعند اللحظات الأولى لوصول بكر إلى مركز الاعتقال غير المعروف في منطقة غلاف غزة، تعرض للضرب من قبل جنود جيش الاحتلال، وشبحه لأكثر من 8 ساعات داخل غرف السجن.

ويقول بكر:"لم يكتفِ جيش الاحتلال بضربي وتعذيبي جسديًا، بل قاموا بتعذيبي نفسيًا من خلال نقلي لغرفة تعرف بين الأسرى بغرفة الديسكو وفيها يتم وضع سماعة على الاذنين وتشغيل موسيقى صاخبة بصوت مرتفع جدًا، يكاد أن يخترق طبلة الاذن".

ويوضح أنه تعرض للضرب مرة أخرى بعد مرة التعذيب النفسي، ثم أخذه برفقة اثنان من الأسرى إلى ساحة السجن، وقيام جندي بإجبار الشاب على الجلوس على بطنه بعد تعريته من جميع ملابسه، ثم قيامهم بإطلاق كلب عليه، ليقوم باغتصابه أمامنا، لينهار الشاب بشكل كامل ويغمى عليه.

وحول ما حدث مع الأسير، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد فريقه الميداني وثق عشرات الحالات التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الكلاب البوليسية الضخمة خلال عملياتها الحربية في قطاع غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء.

وأوضح أن استخدام القوات الإسرائيلية للكلاب البوليسية ضد المدنيين يأخذ عدة أشكال، منها استخدامها بعد وضع كاميرات مراقبة على ظهرها في استكشاف المنازل والمنشآت قبل مداهمتها، في حين تهاجم هذه الكلاب بشكل متكرر مدنيين وتنهشهم عند عمليات الاقتحام، دون أي تدخل من أفراد الجيش الإسرائيلي الذين غالبا ما يأمرون الكلاب بمهاجمة المدنيين ومن ثم يستهزئون بهم، بحسب الإفادات.

وبين أن أخطر وأكثر أشكال استخدام الكلاب البوليسية فظاعة وبشاعة ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين دون أي قيود أو محظورات، وصلت إلى حد استخدامها في اغتصاب أسرى ومعتقلين على مرأى زملاء لهم، ضمن جرائم العنف الجنسي المنهجي ضد الأسرى والمعتقلين، والذي اشتمل على التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد بالاغتصاب.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات قاسية من معتقلين مفرج عنهم، تؤكد الدور الوحشي وغير الإنساني في استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب لاغتصاب الأسرى والمعتقلين، مشيرا إلى أن تلك من الجرائم المروعة والخطيرة والمسكوت عنها، والتي تتطلب تحقيقا عاجلا وضمان وقفها والمحاسبة عليها.

وطالب الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم المكتملة الأركان التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد جميع سكان قطاع غزة، بمن في ذلك الأسرى والمعتقلون، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على التوقف عن ارتكاب هذه الجرائم فورا، والضغط عليها للامتثال لقواعد القانون الدولي وحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.