فلسطين أون لاين

"نقطة في سجل معركة مفتوحة".. كيف علّق خبراء على عملية استعادة الاحتلال 4 أسرى بغزّة؟

...
من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
غزة/ فلسطين أون لاين

قلل الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي من أهمية العملية الإسرائيلية، وقال إنه بعد 246 يومًا من الحرب، يحاول الاحتلال تقديم صورة نصر للداخل الإسرائيلي.

واستبعد اللواء الصمادي، في حديث متلفز، أن تؤثر عملية استعادة 4 محتجزين على المقاومة، وقال "حتى لو بقي 10 جنود من جيش الاحتلال من ضمن الأسرى ستكون هناك ورقة ضغط بيد المقاومة للتفاوض عليهم".

وفي تفاصيل العملية الإسرائيلية، رجح الخبير العسكري والإستراتيجي أن جيش الاحتلال ربما توفرت لديه معلومات استخباراتية بشأن الأسرى، حيث قام قبل 3 أيام بتوغل محدود في منطقة النصيرات ضمن ما يسمى الاستطلاع بالقوة.

وقال إن دخول قوة إسرائيلية خاصة إلى مخيم النصيرات في عملية استمرت 3 ساعات ربما يعود لمعلومات حصل عليها حول وجود محتجزين أو شخصيات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المنطقة.

وأضاف أن المحتجزين الأربعة الذي زعم جيش الاحتلال أنه استعادهم لا يعرف هل هم على قيد الحياة أم جرحى.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل بسام المناصرة أنه من المبكر الحديث عن تفاصيل الحدث في النصيرات، بخصوص ما أعلنه الاحتلال عن تحرير أربعة من أسراه، ذلك أن المقاومة لم تقل كلمتها بعد، ولم تعلن روايتها التي بالتأكيد ستكون لديها تفاصيل عدة؛ يشير إلى أن الحدث يضعنا أمام عدة دلالات.

ويشدد المناصرة في تصريحات صحفية، على أن ما جرى نقطة في سجل معركة مفتوحة، ولا يمثل إنجازاً نوعياً لجيشٍ يمتلك أعتى أسلحة القوة والمدعوم من أجهزة الاستخبارات العالمية، أمام مقاومة محدودة القدرات ومن الإجحاف عقد هذه المقارنة.

ووفق المعلومات الأولية؛ فإن قوات الاحتلال تخفت في شاحنة تحمل مساعدات إنسانية لتصل عمق مخيم النصيرات وارتكبت مجزرة مروعة وعندما كشفت اندلعت اشتباكات ضارية قتل وأصيب فيها عدد من ضباط وجنود الاحتلال فيما استخدم الاحتلال طيرانه الحربي وقصفه المدفعي ليغطي على انسحاب القوة بأحزمة نارية وارتكاب مجازر دامية خلفت أكثر من 300 بين شهيد وجريح.

ويسجل للمقاومة -وفق المناصرة- نجاحها في اختراق الاحتلال بتعجيزه للوصول لها خلال الشهور الماضية مع امتلاكه وداعميه أحدث أنواع الطائرات التجسسية والعسكرية وسط النيران التي أفقدت العالم إنسانيته وآدميته، وفي حقيقة الأمر أنها نقطة تضاف بالمقابل لرصيد المقاومة في التخطيط والإعداد والمناورة والثبات رغم كل هذه القوى والتحديات.

ووفق ما رشح عن وسائل إعلام عبرية، فإن خلية أزمة أميركية كانت شريكة مع الاحتلال في تجميع المعلومات عن الأسرى وإدارة الهجوم الدامي للإفراج عنهم.

وفي هذا السياق، أعلن مسئول أمريكي أن واشنطن شاركت في المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي اليوم السبت في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة وخلفت عشرات الشهداء والجرحى.

وقال مسؤول أمريكي لموقع (Axios) إن خلية المتابعة العسكرية الأمريكية في "إسرائيل" دعمت العملية الإسرائيلية في مخيم النصيرات بزعم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين.

من جهتها قالت مصادر إسرائيلية إنه ليس صدفة أن الجيش الإسرائيلي أعلن صباح اليوم دفع تعزيزات من قواته لحماية الرصيف الأمريكي العائم قبالة ساحل بحر قطاع غزة.

وذكرت المصادر أن شاحنة دخلت من منطقة الرصيف الأمريكي العائم ظهرت وكأنها قافلة مساعدات ترافقها سيارة مدنية تسللتا من غرب منطقة النصيرات إلى منطقة السوق المركزي وهناك بدأت المجزرة الإسرائيلية.

وبحسب المصادر فإن الشاحنة والسيارة أقلتا قوات إسرائيلية خاصة إلى داخل مخيم النصيرات تمهيدا لارتكاب المجزرة. 

وفي هذا الصدد يشير المناصرة إلى أن من أهداف إنشاء الميناء العائم (الذي أقامه الجيش الأميركي) والذي تم توظيفه في عملية النصيرات، وقد تم إعلان إعادة صيانته بالأمس، يشير إلى أنه تم توظيفه لتدشين هذه العملية، ما يعني شراكة أمريكية كاملة في التخطيط والتنفيذ؛ ولعله يفتح مساراً جديداً للمقاومة الفلسطينية في التعامل الواضح والمعلن مع هذا الميناء بعد أن كان الأمر ظاهره إغاثياً دون إثبات عكس ذلك (أمام المجتمعات)، وهي فرصة ثمينة لكشف ادعاءات إدارة بايدن وتعريتها.

واستهدف جيش الاحتلال مخيم النصيرات ومحيطه بقصف جوي وبري وبحري، وأكدت مصادر طبية فلسطينية للجزيرة، اليوم السبت، باستشهاد 93 فلسطينيًا على الأقل وإصابة أكثر من 200.