استعرض خبراء عسكريون وإستراتيجيون تداعيات الضربة الإسرائيلية الأخيرة على اليمن، واتفقوا على أنها محاولة لترميم إستراتيجية الردع الإسرائيلية وإرسال رسائل إقليمية، مع توقعات بردود فعل يمنية.
وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، فإن الضربات الأميركية السابقة ضد اليمن كانت تستهدف البنى التحتية لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، ولكن إسرائيل استهدفت 3 أهداف "رخوة" في هذه العملية تتمثل في مباني شركة الكهرباء ومستودعات الوقود، إضافة إلى محطات توليد الكهرباء.
وأوضح الدويري، أن هذه الأهداف يسهل الوصول إليها، لأنها ليست محمية بأنظمة دفاع جوي، مشيرا إلى أنها أهداف "مؤلمة" في بعدها الاقتصادي، نسبة إلى أن المنطقة تعاني أصلا من ارتفاع درجات الحرارة في هذا الفصل من السنة.
أوراق القوة اليمنية
وأشار إلى أن ضرب الأهداف الاقتصادية التي تقدم الخدمة للمواطنين هو عمل يجب أن تخجل منه إسرائيل، محذرا تل أبيب من أنها لن تقدر على احتمال الرد الإيراني في حال قيامها بضرب طهران مباشرة.
وتوقع الدويري أن يتمثل رد أنصار الله في التصعيد باستهداف السفن، وزيادة أعداد الطائرات المسيرة التي يمكن أن تنجح في الوصول إلى العمق الإسرائيلي.
وبحسب الدويري، فإن أوراق القوة المتاحة لجماعة أنصار الله تتمثل في استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي يمكن أن تضرب أهدافا داخل إسرائيل، إضافة إلى استهداف السفن في البحر الأحمر أو خليج عمان أو بحر العرب.
من جهته، قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي، إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدينة الحديدة اليمنية كان متوقعا لا سيما بعد العمليات المتبادلة خلال الأيام الماضية، وتوقع أن تذهب إيران نحو التصعيد في حال تمادت إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء مع أي من دول "محور المقاومة".
وأشار الفلاحي إلى أن الساعات القليلة المقبلة ربما تشهد مزيدا من التصعيد بين الحوثيين و"إسرائيل"، وقال إن الغارات الإسرائيلية قد لا تكون الأخيرة لليمن.
وأكد أن ردة الفعل على أي تصعيد مع محمور المقاومة في العراق واليمن ولبنان سيكون مرهونا بالموقف الإيراني، ولفت إلى أن الضربة الإسرائيلية لليمن تؤكد قدرة طيران الاحتلال على الوصول إلى اليمن وضرب أهداف بداخله ثم العودة دون التعرض لأي دفاعات.
وعن ردة فعل الحوثيين على هذا الهجوم الأخير، قال الفلاحي إنهم لن يتوقفوا عن استهداف إسرائيل بعد هذه الضربة التي قال إنها تمثل تصعيدا إسرائيليا واضحا مع الجماعة اليمنية لكنه أكد في الوقت نفسه أنها لن تغير الكثير.
وفي ما يتعلق بالمواجهة مع لبنان، قال الفلاحي إن حزب الله يمتلك عشرات آلاف الطائرات المسيّرة الهجومية والتي يمكنها إغراق إسرائيل بهذه الطائرات التي يمكنها حمل ما يصل إلى 50 كيلوغراما من المتفجرات، حسب وصفه.
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر لم تسمها أن طائرات "إف-35" الإسرائيلية هي التي نفذت الهجوم، وفق خيري، الذي أشار إلى أن الحديث يدور على 25 مقاتلة تقريبا.
وكان القادة الإسرائيليون قد أعلنوا فور وقوع الهجوم الحوثي على تل أبيب أنها سوف ترد على الجماعة اليمنية، وهو أمر أكده أيضا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا.