فلسطين أون لاين

تقرير في ظل الحرب الصهيونية.. انتشار التهاب الكبد الوبائي بين الأطفال في مدينة غزة وشمالها

...
غزة/ هداية محمد التتر 

عدد من الأطفال يجلسون على أسرّة العلاج بقسم استقبال الأطفال بمستشفى كمال عدوان الطبي، تعلو وجوههم صفرة وهزلان في الجسم، وعلى أسرتهم معلق محلول لينقذهم من الوباء الذي ينتشر بين أطفال غزة، ألا وهو التهاب الكبد الوبائي A.

تناقل العدى

والدة الطفل محمود أبو ناصر المُصاب بالتهاب الكبد الوبائي، تقول لـ"فلسطين أون لاين" إنها حضرت بطفلها إلى المشفى بعدما أصبح جسده هزيلاً، ولا يقوى على فعل شيء، وأضافت: "أُصيب طفلي بالعدوى من إخوانه الأكبر منه سنًا، ولم يقوى على مقاومته لأن جسده وبنيته ضعيفين، خاصة مع ظروف الحرب التي جوّعت الكبير فما بالك بالصغير؟".

وأوضحت أنّ زوجها شهيد ولا يوجد معيل يوفر لهم الغذاء والدواء، وقالت: "الوضع المادي صعب ولا أستطيع توفير الأطعمة المغذية لأطفالي، كي يقوى جسمهم ومناعتهم"، مشيرةً إلى أن طفليها الأكبر منه سناً أصيبا بالوباء وتعافيا منه بعدما قدم لها الخيرون من الناس التمر "وهو العلاج الأهم حالياً، لكن طفلي الصغير لم يتقبله ولم أستطع توفير غيره".

وعلى سرير آخر كانت الأم والتي فضلت عدم ذكر اسمها، تحتضن طفلتها لتسكتها لكثرة بكاءها من الألم، قالت لـ"فلسطين أون لاين": "أصيبت طفلتي بعدوى التهاب الكبد الوبائي دون أن نعرف مصدره، فنحن في مركز إيواء وكثير من الأطفال مصابة بهذا الوباء خاصة وأن الحمامات مشتركة ولا يوجد ماء للتنظيف أولاً بأول".

وأضافت بنبرات حزينة: "الوضع الحالي الصّعب لم يسعفني في إحضار السكريات لطفلتي ما زاد من حدة المرض واضطرني لإحضارها إلى المشفى وكما ترين المحلول في يدها اأجل تغذيتها، والحمدلله".

الأسباب والعلاج

بدوره، قال الحكيم وسام ربيع الممرض في استقبال الأطفال بمستشفى كمال عدوان الطبي، أن ما يزيد عن 80% من حالات استقبال الأطفال مصابة بالتهاب الكبد الوبائي A أو ما يعرف بالريقان.
وبين الحكيم ربيعة أن سبب انتشار التهاب الكبد الوبائي A بهذه الكثرة يكمن في تناول الأطفال الطعام الملوث الذي يتم بيعه في الشوارع، "كذلك معظم الناس نازحة إلى المدارس ومراكز الإيواء والتي يختلط فيها الناس بشكل كبير، فضلاً عن انتشار النفايات ومياه الصرف الصحي في كل مكان ما يساعد على انتشار الوباء".

وأوضح الحكيم ربيع أن الطفل في هذه الحالة يعاني من صفار في العينين وهزلان في الجسد.

وأضاف قائلًا: "وبدورنا نقوم بعلاجها عبر وضع محلول جلوكوز في الوريد". 

وأشار الحكيم إلى أن العلاج البيتي يتم عبر تناول المريض عسل وتمر ومربى ودبس ما يساعد على التخفيف من حدة المرض، مستدركاً "ذلك كله غير متوفر نظراً لحالة التجويع التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضدنا في مدينة غزة وشمالها".

وحمّل الحكيم ربيع سبب انتشار الأمراض الوبائية للاحتلال الصهيوني "والذي يمنع دخول اللوازم اللوجستية للبلديات كي تعمل على تنظيف الشوارع من أكوام القمامة والنفايات ومياه الصرف الصحي في الشوارع".

وناشد المؤسسات الدولية والمنظمات العالمية بالعمل على مساعدة البلديات في إدخال السولار والمستلزمات التي تحتاجها لتقوم بمهامها، "فضلاً عن مساعدة الأطفال في التغلب على المرض من ناحية الأغذية والأدوية وكل ما يلزم لمحاربة الوباء".