قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط 110 أشخاص وإصابة مئات آخرين، في حين عدّ الضربة الأكثر دموية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتدعي سلطات الاحتلال أن تدمير المباني في القطاع كان بسبب انهيار البنية التحتية لأنفاق استهدفتها تحت الأرض، ولكن مارك غارلاسكو، الخبير في تحليل ما بعد الضربات دحض تلك المزاعم لقسم التحقق في الصحيفة.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال أعلن مسؤوليته عن الهجوم، ونشر صورة للرجل المستهدف، زاعما أن الهجوم أدى إلى انهيار قاعدة عسكرية تحت الأرض تابعة لحماس.
خسائر المدنيين متوقعة
وحسب الصحيفة، يفهم من لغة جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تفسر الأضرار الكبيرة التي سببتها الغارة، أن المباني لم تدمر بسبب الانفجار، بل بسبب انهيار الأنفاق التي استهدفتها العملية، في محاولة لنقل المسؤولية عن جزء من الحصيلة العامة إلى حماس.
وقد دحض المستشار العسكري لمنظمة باكس الهولندية غير الحكومية مارك غارلاسكو هذا التأكيد، وأوضح الموظف السابق في البنتاغون المتخصص في تحليل ما بعد القصف، والذي قام بالتحقيق لصالح الأمم المتحدة في جرائم الحرب المرتكبة في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، أن تحليل ما بعد الضربة مع حفرة يبلغ عمقها 12 مترا، يشير إلى وجود قنبلة على الأقل تزن 2000 رطل (900 كيلوغرام)، إضافة إلى استخدام صاروخ من نوع خاص.
ويشكك مارك غارلاسكو في العلاقة السببية التي ذكرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن "للصمام الزمني غرضين، أولا، تفجير القنبلة تحت الأرض، مما قد يؤدي إلى تدمير الأنفاق والمخابئ التي كانت الهدف المعلن للإسرائيليين، وثانيا، يؤدي إلى انهيار المباني، مما يساعد على احتواء الحطام الخطير ويمنع انتشار التأثيرات على نطاق واسع، غير أن استخدام مثل هذا السلاح القوي يؤدي إلى "تسييل" الأرض كما يحدث في الزلزال، ويتسبب في أضرار هيكلية نتيجة لموجة الصدمة.
وخلص مارك غارلاسكو إلى أن "الخسائر في صفوف المدنيين كانت على الأرجح متوقعة من قبل المخططين الإسرائيليين أثناء تحليل الأضرار الجانبية قبل الضربات"، ومن خلال الموازنة بين المكاسب العسكرية والضرر المحتمل للمدنيين، رأت القوات الإسرائيلية أن هدفها يستحق التضحية بهذه الأرواح.