فلسطين أون لاين

تقرير الخاصرة الأضعف في المجتمع.. كيف نتصرف مع الأطفال وقت الحرب؟

...
غزة/ خاص فلسطين:

يعد الأطفال الحلقة الأضعف اجتماعياً والأكثر هشاشة نفسياً في أوقات الحروب بالنظر إلى ما قد يشاهدونه بأم أعينهم أو على شاشات التلفزة أو حتى يسمعونه من محيطهم، فتبدو وجوه الأطفال مشدوهة مع كل ضربة جوية تعلو فيها أصوات الانفجارات كما دقات قلوبهم الصغيرة التي تكاد تنخلع من الخوف.

وفي ظل معركة "طوفان الأقصى" التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة دفاعاً عن المسجد الأقصى، نقدم مجموعة من النصائح التي يمكن أن تعين "الخاصرة الأضعف من نسيج المجتمع على تجاوز الصدمة، فنتيجة عدم اكتمال تكوينهم العصبي يتأثرون بدرجة أكبر بتلك الأحداث"، كما تؤكد استشارية الطب النفسي د. سماح جبر، ويمكن تلخيص هذه النصائح التي يجب على الوالدين التصرف في ضوئها على النحو الآتي: 

  • ابدأ بنفسك: حاول إيجاد مهارات للتكيف الصحي لك أولا، حيث تشير الأبحاث إلى أن أفضل مؤشر على أن الطفل سيتعامل مع الصدمة بنجاح هو قدرة والديه على التكيف.

  • اقضِ الوقت في التحدث مع أطفالك: من الضروري أن يشعر الأطفال أنك متاح حين يكونون مستعدين للحديث، دعهم يعبروا عن مخاوفهم ومشاعرهم، أشعرهم بترحيبك بأسئلتهم حتى الجديدة منها ولو لم تعرف كل الإجابات. في الوقت ذاته، لا تدفعهم للتحدث إذا كانوا لا يريدون ذلك.

  •  حاول إجراء تلك الأحاديث بعيدا عن وقت النوم، لينعموا بنوم هادئ يخلو من الكوابيس المتعلقة بالأحداث قدر الإمكان.

  • حافظ على روتين أطفالك اليومي ما أمكن: كساعات وجبات الطعام وساعات الدراسة والنوم، وأخبرهم أن أي تغيير الحاصل بسبب القصف هو مؤقت وأنكم ستحاولون التكيف ريثما تستقر الأمور.

  • عزز الرعاية الذاتية لأطفالك: شجع أطفالك على شرب كمية كافية من الماء وتناول الطعام بانتظام والراحة وممارسة الرياضة، لما في ذلك من نتيجة إيجابية في رفع حصانتهم النفسية، بالرغم من صعوبة الأمر إذا كان القصف متواصلا.

  • ساعد الأطفال على الشعور بالأمان: قم باحتضان أطفالك وتطمينهم، تحدث معهم حول مخاوف السلامة والاحتياطات الواجب اتباعها، وناقش ما يحصل على قدر استيعاب الأطفال، فذلك سيخفف قلق الطفل من جهة كما سيربطه بقضيته الوطنية من جهة أخرى.

  • تحدث عن المستقبل: يمكن أن يساعد هذا في مواجهة الشعور السائد بين الأطفال المصابين بصدمات نفسية بأن المستقبل مخيف وكئيب ولا يمكن التنبؤ به.

  • اضبط الانفعالات: قد تتولد مشاعر قوية لدى المراهقين نتيجة لما حدث، فيحاولون التصرف باندفاع وتهور لتفريغ تلك المشاعر، تحدث معهم وأخبرهم بأن هذه الانفعالات طبيعية إلا أن التصرف بغضب وبلا ضابط لن يفيد، فهناك طرق أكثر حكمة للتعامل مع تلك المشاعر كالكتابة والأعمال الفنية وممارسة الرياضة وقضاء الوقت مع الآخرين.

  • قلل من تعرضهم لوسائل الإعلام: احمِ طفلك من التغطية الإعلامية الزائدة عن الحد، سواء كانت رسمية أو مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن المشاهد المؤلمة التي يتم بثها عبر تلك الوسائل يمكنها أن تتسبب بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة لمشاهديها حتى لو لم تصبهم الأحداث بشكل مباشر. 

  • كن صبورا وصادقا: قد يكون الأطفال بعد أحداث القصف أكثر تشتتًا ويحتاجون إلى مساعدة إضافية في الأعمال المنزلية أو الواجبات المدرسية وذلك يحتاج إلى صبر منك، كما عليك أن تكون صادقا في المعلومات التي تخبرها لطفلك مع مراعاة مناسبتها لعمره وشخصيته.

  • تعامل مع الذكريات الناتجة عن القصف بشكل صحيح: دعهم يفرقوا بين الحدث الصادم وبين الذكريات، بإمكانهم قول إن صوت سيارة الإسعاف مثلا يذكرني بالقصف لكني بخير الآن، ساعده على التكيف مع الذكريات المؤلمة.

  • راقب التغييرات في العلاقات: اشرح للأطفال أن توتر العلاقات يمكن أن يحدث.

  • اشرح أهمية الإيمان والوطن: استغل الظرف لشرح أهمية الإيمان والوطن وحقوق الإنسان وأهمية العائلة والأصدقاء في مثل هذه الأوقات لتقديم الدعم والسند، اقض معهم مزيدا من الوقت للتحدث معا كعائلة عن الأحداث الجارية والمشاعر المصاحبة لها.

  • إذا حدث وتمت إصابة طفلك وتضرر جسديا فمن الضروري أن تجعله يشارك في أي قرار طبي يخصه، واطلب منه طرح الأسئلة وإبداء الرأي حول الإجراءات المختلفة، كما أن المراهقين يهتمون بشكل خاص بمظهرهم الجسدي وخصوصيتهم لذا تحدث معهم حول مخاوفهم وطرق حل المشكلات ومعالجتها واحترام خصوصيتهم.

  • اطلب المساعدة المتخصصة: إذا استمرت أعراض المعاناة عند الأطفال والمراهقين لمدة تزيد على شهر بعد القصف كتجنبهم كل ما يذكرهم بأحداث القصف أو القلق عند ابتعاد الوالدين وصعوبات النوم وسهولة الاستثارة بسبب الأصوات واللمس والتبول اللا إرادي وضعف التركيز والانتباه، يجب على الآباء استشارة طبيب موثوق أو أخصائي صحة نفسية.