فلسطين أون لاين

تقرير مشروع استيطاني يهدد الآثار الكنعانية في سبسطية التاريخية

...
مشروع استيطاني متاخم لقرية سبسطية
نابلس-غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد فترة قصيرة من تخصيص حكومة المستوطنين المتطرفة مبلغ 30 مليون شيقل للاستيلاء الكامل على المواقع الأثرية في بلدة سبسطية الأثرية بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بدأ الاحتلال مؤخرًا، وضع خيام للمستوطنين تمهيدًا لانطلاق المشروع على الأرض.

واستغلت سلطات الاحتلال ما تسمى الأعياد اليهودية لبدء تنفيذ هذا المشروع الاستيطاني الهادف لإزالة الآثار الكنعانية في البلدة التي يعود تاريخها إلى ما قبل خمسة آلاف عام.

ويشكل إغلاق سلطات الاحتلال الموقع الأثري بسبسطية طيلة فترة الأعياد اليهودية، فرصة للعبث بتلك الآثار.

وأفاد مواطنون بأن سلطات الاحتلال بدأت من أيام بإرسال بعض المعدات والآليات إلى المواقع الأثرية في سبسطية.

وقال محمد عقل وهو أحد سكان سبسطية: "شرع الاحتلال بتركيب خيام كبيرة في المواقع الأثرية في سبسطية مع إغلاق جميع تلك المواقع أمام حركة المواطنين".

وأضاف عقل لصحيفة "فلسطين": "نخشى من أن يكون إغلاق المواقع الأثرية في سبسطية مقدمة لمنع المواطنين والزوار من الوصول لتلك المواقع الأثرية".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يقتحم المنطقة الأثرية في "سبسطية"

وأوضح أن أطماع سلطات الاحتلال والمستوطنين في منطقة سبسطية قديمة، حيث يحرص هؤلاء على اقتحام تلك المناطق باستمرار.

كذلك، أكد محمد عوض وهو أحد سكان سبسطية، أن الاحتلال بدأ بالفعل بتنفيذ مشروع تهويدي بمنطقة المواقع الأثرية بالبلدة خاصة بالمستوطنين.

وقال عوض لـ"فلسطين": "بشكل مستمر يوجد المستوطنون في منطقة سبسطية وسط حماية مشددة من سلطات الاحتلال وجنوده".

وأوضح أن جيش الاحتلال يفرض قيودًا على المواطنين والسياح عند وجود المستوطنين في منطقة سبسطية.

ويؤكد رئيس بلدية سبسطية، محمد عازم، أن قيام سلطات الاحتلال بوضع خيام للمستوطنين في مواقع سبسطية الأثرية يهدف إلى قياس نبض الشارع ومعرفة ردة الفعل ببدء المشروع الذي يستهدف المنطقة كلها.

ويقول عازم في حديثه لـ"فلسطين": "سلطات الاحتلال تستغل الأعياد اليهودية الحالية لإدخال أكبر عدد من المستوطنين إلى المواقع الأثرية في سبسطية وإبقائهم أكبر مدة بداخلها".

ويوضح أن البلدية تواصلت مع المنظمات الدولية ومن ضمنها "اليونسكو"، وأيضًا مع السلطة في رام الله من أجل إشعارها بخطورة التحركات الجديدة لسلطات الاحتلال والمستوطنين داخل بلدة سبسطية ولكن لم يصل أي رد أو نتيجة لردع خطوات الاحتلال.

ويشير عازم إلى أن المواطنين يقفون وحيدين في البلدة لمواجهة مخططات الاحتلال.

ويبين أن سلطات الاحتلال تحاول منذ سنوات الكشف عن أي دلائل أثرية تتعلق باليهود في بلدة سبسطية ولم تصل إلى أي شيء، حيث قامت الحركة الصهيونية في عام 1908، بإرسال باحثين من جامعة هارفارد الأمريكية بهدف اكتشاف معالم أثرية لليهود وفشلوا.

وحول الأهمية التاريخية لسبسطية، يوضح عازم أن عمرها يعود إلى 3000 عام قبل الميلاد، وتوجد بها مواقع أثرية تعود إلى الحضارة الرومانية والكنعانية، والبيزنطية.

ويشير رئيس بلدية سبسطية إلى أن أهم المواقع الأثرية الموجود بها، مقام سيدنا يحيى، شارع الأعمدة والبازيليكا، والمدرج الروماني والبرج الهيلينستي، ومعبد أغسطس وقصر القلعة والقبور الرومانية، وجميعها لا علاقة لليهود بها.