هل ثمة تراجع في حالة التوتر بين غزة ودولة الاحتلال؟ مصادر إعلامية تقول: إن الوسيطين القطري والمصري نجحا في خفض حالة التوتر من خلال تفاهمات غير مكتوبة تقضي بفتح معبر بيت حانون، وزيادة تصاريح العمال إلى عشرين ألفًا، وتوسيع منطقة الصيد، وزيادة صادرات غزة، وزيادة وارداتها من المعدات، في مقابل وقف مسيرات العودة، ومظاهر الاحتكاك والتوتر على الحدود الشرقية لغزة.
إذا كانت هذه المعلومات صادقة فإنه يعني أنه ثمة تراجع في حالة التوتر، ولكن مصادر صحفية عبرية تزعم أن حكومة نتنياهو لم تقدم وعودًا بمثل ما تقدم آنفًا، وما تداولته وسائل الإعلام هو تصريحات قطرية تمثل فهمهم، وفهمهم لا يلزم الحكومة.
وفي سياق هذا النفي العبري يعقد نتنياهو غدًا جلسة تقييم أمني للحالة مع غزة، ولا سيما مع مسيرات العودة، وهذا يعني أن الأخبار التي تتحدث عن تراجع حالة التوتر تعني تراجعًا نسبيًا، وليس اتفاقًا شفويًا كاملًا، وأن هناك فهمين: أحدهما لحكومة نتنياهو، والآخر للوسطاء.
اقرأ أيضًا: حصار غزة قنبلة موقوتة
اقرأ أيضًا: الإرباك الليلي والتحذير الأخير
ما زالت الأعياد اليهودية مستمرة، وما زالت اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى مستمرة ومتوالية، أي أن نقطة الاحتكاك الرئيسة ما زالت قائمة وقابلة للانفجار، وقد يشهد شهر رمضان المقبل تزايدًا في وتيرة الاحتكاك، ومن ثمة انفجار الأوضاع، فغزة لن تعزل نفسها عما يجري في المسجد الأقصى، وستدافع عنه بكل ما تملك. الأقصى خط أحمر دائم وراسخ في إستراتيجية الفلسطيني في غزة وفي خارج غزة.
المواطنون في غزة ليس لديهم ما يفقدونه، وقد سئموا سياسة الحصار والبطالة والفقر، وهم في هذه الحالة لديهم حوافز ذاتية لمواجهة جديدة مع العدو إذا ما تمادى المتطرفون برعاية الجيش في الإساءة لحرمة المسجد الأقصى. غزة لا تريد حربًا جديدة، وهي تستجيب لعمل الوسطاء، ولكن إذا فرض العدو عليها المواجهة فليس لديها ما تخسره، لأن الحصار أفسد كل شيء جميل في غزة، وغزة تريد أن تخرج من هذا السجن.