قالت قناة عبرية: "إن كل المؤشرات حاليًا تدل على أن اندلاع جولة جديدة مع قطاع غزة هي مسألة وقت فقط، حيث هناك إطلاق الصواريخ التجريبية نحو البحر، وإطلاق البالونات الحارقة، واستمرار التوترات والأحداث عند السياج، والتي يتخللها إطلاق نار نحو القوات وتفجير عبوات، كل هذه الدلائل على الأرض تشير إلى أننا نتجه نحو صراع جديد مع غزة".
إن اندلاع حرب جديدة بين دولة الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة أمر لا مفر منه ولكن ليس بسبب ما ذكره الإعلام الإسرائيلي من ردود فعل على جرائمه، وإنما السبب هو الجرائم ذاتها، حيث لا يمكن أن يستمر الهدوء مع استمرار حصار قطاع غزة، ولا يمكنه أن يستمر مع الذي تتعرض له المقدسات الإسلامية سواء في القدس أو في الخليل من انتهاكات غير مسبوقة، فضلًا عن الجرائم الأخرى التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين من عمليات قتل ومصادرة أراض وبناء مستوطنات وغيرها، فاستمرار الأمر على هذا الحال لا يمكن إلا أن يؤدي إلى انفجار في الضفة الغربية وقطاع غزة.
اقرأ أيضًا: عقوبات اقتصادية على غزة؟ أم عدوانات عسكرية؟
اقرأ أيضًا: هل الحرب على غزة معبرٌ للانتخابات الإسرائيلية؟
العجيب أن أطرافًا فلسطينية تدعي أن ما يحدث عند السياج الفاصل في قطاع غزة ما هو إلا طريقة استحدثتها حركة حماس لتبحث لها عن دور سياسي، حيث أنها تشعر بـ" الوحدة" في وقت تنشط حركة التطبيع بين (إسرائيل) ودولة عربية بموافقة فلسطينية، وأنا أعتقد أن هذا الادعاء مثير للشفقة حيث يرى الجميع أن الخط المقاوم هو الذي يسيطر على الأحداث داخل الضفة الغربية وغزة، وما يحدث في غزة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بما يحدث في الضفة وهو ترجمة للاتفاق الفصائلي على تصعيد المقاومة ونشرها في كل المناطق الفلسطينية، أما عمليات التطبيع فهي محاولة التفاف بائسة على الانتصارات التي يحققها الشعب الفلسطيني ومقاومته ومحاولة لقطف ثمار لا فائدة حقيقية منها، وموقف المقاومة من التطبيع هو الرفض القاطع ولا يمكن للمقاومة أن تكون شريكًا في التنازل لدولة الاحتلال عن أي شبر من فلسطين، وأعتقد أن الأشهر القليلة القادمة ستظهر الحقائق جلية وستنقلب الأمور رأسًا على عقب لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وضد الاحتلال والمطبعين وضد من يلهثون خلف سراب السلام.