تمر علينا هذه الأيام 30 سنة على اتفاقيات أوسلو التي بدأت بالخزي والذل والإنكسار وانتهت بالعار المادي والمعنوي.
وفي الوقت نفسه تمر علينا 18عامًا على اندحار الاحتلال من قطاع غزة وجزء من شمال الضفة الغربية التي عكست السلوك الحقيقي والوجه المشرق لنضال الشعب الفلسطيني.
وفي هذه المناسبات نُقدم جرد حساب، فثلاثون سنة على أوسلو نتج عنها التالي:
١-خلقت ظاهرة الانقسام بين صفوف الشعب الفلسطيني في الأرض، والفكر، والبرامج بعد أن كان موحدًا بكل أفكاره وتلاوينه السياسية حول المقاومة والتحرير.
٢-تجريم الفعل المقاوم والعمل على إنهائه وملاحقة التيارات التي تتبنى الفكر المقاوم وأصبحت البندقية مُجرّمة.
٣-باعوا الأرض وتضخّمت أعداد المستوطنين والمستوطنات في مدن الضفة الغربية.
٤-تناست الاتفاقيات القدس والأقصى والقيامة وتُركت فريسة لأطماع الفكر الصهيوني والتلموديّ وتتعاظم هذه الإجراءات الإرهابية يوميًا.
٥-همّشت الاتفاقيات مئات الأسرى من ذوي الأحكام العالية حيث يعاني آلاف الأسرى في سجون الاحتلال يوميًا في حياتهم اليومية الأساسية.
٦-تقييد الاقتصاد الفلسطيني في الضفة وغزة بالاحتلال وبات رهينة منصوص عليها في الاتفاقيات.
٧-تعمقت ظاهرة التنسيق الأمني وأصبحت جزءًا من العقيدة الأمنية لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، وانتشرت ظاهرة الاعتقال السياسي بعيدًا عن القانون والحقوق.
٨-عملت الاتفاقيات على ترسيخ الاعتراف بالاحتلال دون مقابل وأصبحت قضايا اللاجئين خارج إطار الاتفاقيات التي أنهت بدورها منظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع لكل الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده.
اقرأ أيضًا: اتفاقية أوسلو.. ثلاثون سنة في ظل الخطيئة!
اقرأ أيضًا: هل اتفاق أوسلو مشروع تصفوي؟
والكلام في جرد الحساب لأوسلو يطول.
أما دلالات كرامة الاندحار:
فقد أعادت للبندقية كرامتها ودورها في حسم جولات الصراع مع المحتل، وأثبتت مجددًا أن الاحتلال ليس قدرنا الذي لا ينتهي، وأن الشعب الفلسطيني قادر على التحرير والضغط على الاحتلال، قدمت نموذجًا وحدًا بعد النموذج السيء بالفُرقة والانقسام الذي فرضته اتفاقيات أوسلو، أعطت إشارة ودليلًا على الاهتمام بالأسرى بمعركة الوهم المتبدد التي نتج عنها صفقة وفاء الأحرار الأولى وصفقة الأحرار الثانية التي ستفرض على الاحتلال بإذن الله، ولعل جولات التصدي العسكرية الكبيرة من غزة دفاعًا عن المقدسات والأسرى واللاجئين خير دليل على أثر هذا الاندحار الصهيوني بفعل المقاومة من غزة فكانت جولات ٢٠٠٦، وجولات ٢٠٠٨، وجولات 2012، وجولات ٢٠١٤، وجولات ٢٠٢١، وانتفاضة القدس، ومسيرات العودة وكسر الحصار، وصمود الأهل في مدينة القدس والمسجد الأقصى وليس آخرًا فعل الشباب الثائر في كل مدن الضفة الآن.
وأمام هاتين الجردتين للحساب تتضح أمامنا ملامح الطريق للتخلص من عار أوسلو بتعزيز كرامة وتعزيز الفعل المقاوم الذي انتشر وتعزز بعد أن أجبرت المقاومة الاحتلال على الاندحار من محافظات غزة.