قضيتان تشغلان الساحة الفلسطينية هذه الأيام، الأولى: حالة التهديد التي تمارسها حكومة نتنياهو ضد غزة والضفة ولبنان. والثانية: التنكيل بالأسرى وحرمانهم من الزيارة العائلية الشهرية.
في قضية التهديدات وتخفيض التوتر فإن اتصالات أميركية مصرية حثيثة تعمل على تهدئة طقس التهديد بالحرب، ومن المعلوم أن الفصائل وكذا لبنان لا تريد الحرب، ولكنها ترفض التخلي عن حقها في ممارسة المقاومة، وهذه المعادلة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحالة الاحتلال. فحيثما كان احتلال كانت المقاومة، وهذه القضية يفهمها البيت الأبيض كما تفهمها المخابرات المصرية، لذا أعتقد أن قضية المقاومة في الضفة لا تخضع للمباحثات والمفاوضات. الحالة الوحيدة التي يكون بها وقف المقاومة هي زوال الاحتلال.
اقرأ أيضًا: قواعد الاشتباك مع بن غفير سقفها تحرير الأسرى
اقرأ أيضًا: "بن غفير" الوجه الحقيقي للاحتلال
أما قضية معاقبة "بن غفير" للأسرى الفلسطينيين بتضيق الحياة الضيقة عليهم بمنع زياراتهم الشهرية، فهذه قضية ستفرض حالة نضال على الأسرى، وستنتقل معركة النضال من داخل السجون إلى خارجها، ولن تقبل ساحتا النضال بقرارات "بن غفير"، وإذا كان "بن غفير" يملك التمرد على نتنياهو فإنه لا يملك مثل ذلك على الأسرى، ولا على الساحة الخارجية في غزة والضفة، وعندما تلتهب الساحتان سيتراجع "بن غفير" عن قراره رغمًا عن أنفه وجل دول العالم ترفض شخصه كوزير عنصري مستفز، وترفض السياسة العنصرية للحكومة، وحرمان الأسير من حقوقه الإنسانية لأنه فلسطيني وحسب. كل التحية والتضامن مع أسرى الحرية.