لا عجب أن تنتفض الضفة الغربية بهذه القوة ضد الاحتلال الإسرائيلي، فأعمال المقاومة على مدار الساعة، مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال؛ نظاميين ومستوطنين. لا عجب من ذلك؛ لأن استفزازات المحتل لم يسبق لها مثيل بحق المقدسات، وبحق الأسرى الفلسطينيين، وبحق حرية الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال. من يسمى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الأكثر تطرفًا، والأكثر استفزازا وخرقا للخطوط الحمراء من بين من يقودون دفة الحكم في الكيان الإسرائيلي غير الشرعي.
"بن غفير" متطرف وغبي، وحاقد وضعيف، ولا يملك القدرة على توفير الأمن للمحتلين الإسرائيليين، بل على العكس تماما، فهو يجلب لهم القتل والرعب المستمرين بقراراته وتصريحاته ضد الشعب الفلسطيني بكل فئاته. يريد أن يحرم الأسرى الفلسطينيين من الطعام الجيد، ويسعى إلى تقليل زيارات ذويهم من زيارة كل شهر إلى زيارة كل شهرين، وكل يوم يخرج بفكرة وبقرار ليضيف على الأسرى الفلسطينيين، وهذا بحق يمثل الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي، ولكنه لا يراعي أي دبلوماسية، ولا يراعي حتى مصالح كيانه الزائل. أمثال "بن غفير" يقصرون من عمر الكيان الإسرائيلي، سواء أدركوا ذلك أو لم يدركوه، ونحن الشعب الواقع تحت الاحتلال من مصلحتنا أن يتعامل المحتل معنا بواقعية وبوجهه الحقيقي؛ حتى لا يتم خداع بعض البسطاء من شعبنا أو تلك الأحزاب التي تلاحق سراب السلام؛ أولمرت الذي كان يربت على كتف قادة منظمة التحرير، ويقصف أهلنا في قطاع غزة ويدعي أنه مع حل الدولتين.
اقرأ أيضًا: ابن غفير يترجم عقيدة مجتمع ودولة
اقرأ أيضًا: بن غفير العنصري وقح
الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال لديهم أمل كبير في نجاح المقاومة بقيادة كتائب عز الدين القسام في إبرام صفقة تخرجهم من سجون الاحتلال رغم أنف إيتمار بن غفير، ورغم أنف كل قادة الاحتلال، فليست وحدها إدارة سجون الاحتلال هي التي تتحكم بالأسرى الفلسطينيين، ولو كان الأمر كذلك لما أجبرت تلك الإدارة ولا حكومة العدو على الإفراج عن الفلسطينيين في صفقة شاليط، وكذلك إذا كان يرى "بن غفير" أن لديه حق التحرك في الضفة الغربية أكثر مما لدى الفلسطيني فهناك من يقول له: سوف نمنعك من التجوال في الضفة الغربية كما حظرنا التجوال عليكم في (تل أبيب)، لا بد لهذا الثور الهائج أن يعرف حجمه، وأن يعرف أن أسطورة الجيش الذي لا يقهر تم نسفها في قطاع غزة وفي جنين ونابلس وبقية مناطق الضفة الغربية.
"بن غفير" لا يدرك حتى هذه اللحظة أنه ما وصل إلى سدة الحكم ولا لمنصبه الحالي إلا لضعف الشعب الإسرائيلي وتخبطه وعجزه عن اختيار من يثق به في توفير الأمن والأمان له، رغم إعادة الانتخابات الإسرائيلية مرات عديدة، ونحن الآن على ثقة أن مشوار "بن غفير" السياسي شارف على نهايته؛ لأن هذا الثور الهائج يضر بالإسرائيليين أكثر مما يضر بالفلسطينيين. "بن غفير" لديه القدرة على التحريض وتحريك الشارع الفلسطيني ضده وضد مصالح كيانه الزائل أكثر مما لدى بعض الفلسطينيين، وأنا أقولها بصراحة: إن الانتفاضة الفلسطينية المسلحة والمتصاعدة حاليا في الضفة الغربية لها أسباب كثيرة، ومنها السياسة العنصرية التي تنتهجها حكومة نتنياهو بضغط من الأحزاب الإسرائيلية الأكثر تطرفًا بقيادة إيتمار بن غفير وسموتريتش.