التطرف والعنصرية سمة الدولة والمجتمع الصهيوني في دولة الاحتلال، عدد كبير من قادة الدولة والمجتمع عبروا بصراحة عن هذه السمة العنصرية العنيفة، ولكن أكثرهم وضوحًا وصراحة بلا خجل هو (ابن غفير) الوزير في حكومة نتنياهو، والذي صرح قبل يوم بأكثر التصريحات العنصرية فجاجة، فقال: إن حقه وحق زوجته وأولاده بالتنقل في الضفة الغربية أهم من حق الفلسطينيين في الحركة، وإن حقه في الحياة قبل حق الفلسطينيين في الحركة!
هذه التصريحات العنصرية الخطيرة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وهي الشكل المعلن بفجاجة عن العقيدة الصهيونية التي تتغلغل في أحشاء المجتمع الصهيوني، والمستقاة من ثقافة تلمودية تزعم أن اليهودي أفضل الأجناس، وحقه السيادة على الآخرين، الذين هم خدم لهذا الجنس! إن ما قاله ابن غفير هو الترجمة السياسية لهذه المفاهيم العقدية التلمودية.
السؤال الذي يكشف ابن غفير وعقيدة المجتمع العبري الذي أنتج ابن غفير يقول: بأي حقٍّ يكون لابن غفير الحق في الحياة مقدمًا على حق الفلسطيني في الحياة؟ وبأي حق يكون له حرية الحركة في الضفة قبل حقّ الفلسطيني في الحركة على أرضه المحتلة؟
اقرأ أيضًا: لا حلَّ إلا بالرحيل
اقرأ أيضًا: عربدة بن غفير على أسرنا البواسل!
لا يوجد أدنى حق لابن غفير وأمثاله، لأنه يمثل الاحتلال المجرم لشعب من حقه الحياة بحرية على أرضه وفي وطنه، وقد أدركت الإدارة الأميركية وغيرها من دول أوربا خطورة هذه التصريحات العنصرية، فانتقدت بشدة هذه التصريحات، وطالبت قيادات عبرية نتنياهو بإقالة ابن غفير فورًا.
نتنياهو لن يقيل ابن غفير، لأنه يؤمن بما يؤمن به ابن غفير، ولا فرق بين الرجلين في العقائد والأخلاق، وإن كان ثمة فرق بينهما في لغة السياسة، فنتنياهو يناور ويداور، وابن غفير يغرف من عقيدته بلا مناورة ولا مداهنة، فآخر شيء يؤمن به هو السياسة، وليس لأميركا ودول العالم الحق في التدخل في قرارات دولة (إسرائيل) واليهود، لأن الخدم مكانهم السمع والطاعة، لا القول والنقد والسيادة. (إسرائيل) بحسب قول ابن غفير مرة ليست نجمة في علم أميركا.
المقاومة الفلسطينية هي الطريق الأمثل لمقاومة العنصرية والتمييز العرقي، وهي الحلّ لمشكلة ابن غفير وتطرفاته، ولا يردع أمثاله من هذا الاستعلاء غير المقاومة، التي تؤمن بأن الضفة شوارعها ومدنها وأراضيها فلسطينية، وليس لابن غفير حقّ الحركة عليها، إلا بإذن من الفلسطيني صاحب الأرض والدار.