انتهى اجتماع القمة الثلاثي الذي عقد أمس بمدينة العلمين، الذي شارك فيه رئيس مصر، وملك الأردن، ورئيس السلطة، ببيان ختامي مسكون بالمواقف العامة المكررة، وبلغة محسوبة بدقة، ولا تكاد تجد فيه مقاربة لأي شيء جديد، إذ لا توجد فيه أدنى إشارة إلى ملف التطبيع التي يحمله البيت الأبيض إلى الرياض، وكنا نتوقع أن نجد له في البيان وجودًا.
تلقى محمود عباس دعمًا وتأييدًا من مصر والأردن، وتلقى الأردن دعمًا من مصر وعباس في رعاية الأردن للمقدسات في القدس، وتلقت مصر دعمًا من الأردن والسلطة وشكرًا على جهودها لإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني، وحظي المسجد الأقصى بفقرة تؤكد إسلامية المسجد بكامل مساحته، وأنه غير قابل للقسمة. وحظيت الرؤية الفلسطينية لحل الدولتين، بالمفاوضات، وتطبيق الشرعية القانونية بتأييد القمة، وهو تأييد يتكرر في كل اللقاءات، ولكنَّ دولة الاحتلال لا تقبل بهذه الرؤية، ولا تناقشها، ولا تحترم ما تسمعه بشأن حل الدولتين، الذي بات عند قادة دولة الاحتلال شيئًا من الماضي؟
اقرأ أيضا: هل كنّا نفتش عن مصالحة في العلمين؟
ومن القضايا التي تناولها البيان ضرورة دعم (الأنروا) للقيام بخدماتها المقدمة للاجئين، ولكن البيان لم يذكر كيف سيتم هذا الدعم؟ وكيف يمكن ترجمته إلى مالٍ يغطي العجز الذي يهدد الأونروا بالتوقف؟
خلاصة القول، هو سؤال أو أسئلة تقول ما الخطوة العملية لحماية الأقصى؟ وما الخطوة العملية نحو الدولة الفلسطينية؟ وما الخطوة العملية نحو إنقاذ الأونروا؟ هل احتفظ القادة بالخطوات ضمن أسرار اللقاءات، أم أن اللقاء ناقش أمورًا ليست في البيان الختامي، والبيان لا يتعرض لها؟
مجتمع فلسطين في الضفة وغزة يعاني حالة الركود السياسي والاقتصادي، واستمرار الاحتلال، وتسارع عمليات الاستيطان، وتدمير حلّ الدولة الفلسطينية، والقادة الثلاثة هم مفتاح تحريك حالة الركود دون غيرهم، وهم من يملكون مواجهة خطط حكومة الاحتلال في القدس والضفة، وهذه الحالة تقتضي أعمالًا محددة يكون المجتمع الفلسطيني الشريك الرئيس فيها، فماذا تقولون؟