ثمة وفد أميركي يزور الأراضي المحتلة ودولة الاحتلال. الوفد الأميركي من الحزب الديمقراطي، ويتكون من (٢٤) عضوًا من الكونجرس برئاسة حكومة جيفريز زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، ومايكل توشين رئيس أيباك المنظمة الصهيونية الأميركية الأكثر نفوذًا وتأييدًا لدولة الاحتلال.
الوفد الأميركي التقى نتنياهو والتقى محمد اشتية، والمفارقة بين اللقائين تتكشف من الموضوعات التي اهتم بها كل طرف. نتنياهو أهمل الحديث عن الفلسطينيين وركز الحديث على إيران، وضرورة خلق تهديد عسكري ضد إيران، وأن دولته ستعمل ذلك بالشراكة مع أميركا أو بدونها. دولة الاحتلال تعتمد سياسة القوة في السياسة الخارجية إلى جانب سياسة المصالح، وتريد أن تدعم سياستها بموقف أميركي.
اقرأ أيضًا: عودة العدو للاغتيالات
اقرأ أيضًا: لا خطط عملية لمواجهة الاستيطان
أما محمد اشتية فقد ركز الحديث على حل الدولتين، وناشد أميركا بالضغط على (إسرائيل) لتنفيذ حل الدولتين، وهنا أخبر وفد الكونجرس أنه بدون حل الدولتين سنذهب لحل الدولة الواحدة ذات البناء العنصري والتمييز العرقي! ثم طالب الوفد بتخفيف قيود البيت الأبيض عن منظمة التحرير.
لم تصدر بعد عن الوفد تصريحات محددة في الموضوعات التي طُرحت عليه من اشتية ومن نتنياهو، ونحن -في نظري- لا نحتاج لتصريحات، لأننا نملك مسبقًا معرفة جيدة عن موقف البيت الأبيض من إيران والحل العسكري، وموقفه من حل الدولتين، فهو يتبنى حل الدولتين على المستوى النظري، ولكنه لا يقدم عملًا مقنعًا لتحقيق هذا الحلّ، وعليه فلن يظفر اشتية بموقف أميركي مغاير، سواءً حذر من تداعيات فشل حل الدولتين، أو لم يحذر، والطريق الذي يؤثر في قرارات البيت الأبيض، وتل أبيب طريق مغاير للطريق التي سلكها محمد اشتية في لقائه مع الوفد.