العملية التي نفذها الشهيد كامل أبو بكر في قلب الكيان الإسرائيلي، وأسفرت عن قتيل وجرحى، أدت إلى زيادة الارتباك في صفوف العدو الذي اعترف على لسان مراسل القناة الـ14 العبرية هيليل روزين أن وقوع عملية في (تل أبيب) فشل أمني، إذ إن منفذ العملية مطلوب لجيش الاحتلال منذ ستة أشهر، وكان مختبئًا في مخيم جنين، فكيف تحرك من مخيم جنين إلى (تل أبيب) حاملا سلاحه، ونجح في تنفيذ عملية متجاوزًا كل العقبات والإجراءات الأمنية الإسرائيلية؟
من جانب آخر نقل عن عقيد إسرائيلي يُدعى كوبي ميروم قوله: جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك والشرطة فقدوا السيطرة على الضفة الغربية في ضوء اعتداءات المستوطنين ضد القرى الفلسطينية، معقبًا أن الوضع في الضفة الغربية خطير جدًا بسبب ما نراه في الأسابيع الأخيرة من عشرات العمليات الإرهابية ضد القرى الفلسطينية، ولا يتم على أثرها اعتقالات في صفوف المستوطنين، بل وهناك تغطية من جانب وزراء على هذه التصرفات "الجرائم"، مطالبًا نتنياهو بالضرب على طاولة الكابينت لوقف الذهاب إلى الفوضى التامة.. "فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ".
اقرأ أيضًا: عملية (تل أبيب)
اقرأ أيضًا: تجدّد الاغتيالات يعني استئنافًا للفشل
أقوال ميروم تثبت أن العمليات الفدائية في الضفة الغربية أو التي تنطلق منها إلى المناطق المحتلة عام 48 جعلت العدو الإسرائيلي يبدأ في إعادة حساباته والتفكير بوضع حد لجرائم المستوطنين بدلًا من الاكتفاء بالعمليات الانتقامية ضد الفلسطينيين الأبرياء من قتل واعتقال وهدم للبيوت، أصبحت هناك قناعة بأن مستوطني (تل أبيب) يدفعون ثمن الجرائم التي يقترفها المستوطنون في الضفة الغربية والقدس، ويقال إن الشهيد كامل أبو بكر نفذ العملية انتقامًا لشهيد برقة قصي معطان الذي قتله مستوطن إسرائيلي يدعى "إليشع ييرد".
من ناحية أخرى قال من يسمى وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين: نريد تقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين؛ لأن هذا يخدم الجوانب السياسية والأمنية حسب توصيات مسؤولين أمنيين "حسب زعمه"، وأنا أعتقد أن ذكره الجانب السياسي إنما هو ذر للرماد في العيون، فالذي يهم الكيان الناحية الأمنية فقط، فليست هناك آفاق سياسية، ولا تفكر حكومة نتنياهو الأشد تطرفًا وإرهابًا بالحلول السياسية، ولكن الرياح لن تجري بما تشتهي سفن المحتلين ولا المتعاونين والمطبعين ما دام هناك حراس للعقيدة والوطن يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله ولا يخافون بطش الاحتلال ولا يرجون عطفه.