وجهت عملية (تل أبيب) الفدائية، التي نفذها الشهيد كامل أبو بكر، من قرية رمانة، غرب مدينة جنين، ضربة موجعة وصفعة مدوية لحكومة الاحتلال الصهيوني اليمينية المتطرفة، ولمنظومتها الاستخبارية، وأربكت حساباتها الأمنية، وجعلتها في حالة هستيريا وعجز تام أمام مواجهة مثل هذه العمليات البطولية، ولم يمضِ سوى ساعات حتى نفذ المقاومون عملية إطلاق نار أخرى استهدفت المستوطنين قرب مدينة طولكرم، عدا عن عمليات إطلاق النار اليومية على ثكنات جيش الاحتلال.
من الواضح أن هذه العمليات جاءت ردًّا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال، إضافة إلى الجرائم اليومية ضد أبناء شعبنا من الجيش والمستوطنين، ولا سيما التدنيس اليومي لباحات المسجد الأقصى على يد المستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال.
فالعملية أوصلت رسائل عديدة لحكومة الاحتلال التي أوغلت في دماء الشعب الفلسطيني، وكانت تحمل الكثير من الوعود الخطيرة التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأسرانا وأمننا.
بالتأكيد ما يخشاه الاحتلال أن مثل هذه العمليات بهذا المستوى من النوعية والنتائج تُوسع دائرة المرشحين لتنفيذ عمليات بطولية أخرى لتشمل كل شباب فلسطين، ما يُحول الاحتلال إلى حالة عجز تام عن مواجهتها.
اقرأ أيضًا: جنين و"الأوسلويون"... نهجان متضادان
اقرأ أيضًا: تجدّد الاغتيالات يعني استئنافًا للفشل
كما أرسلت هذه العملية البطولية رسالة إلى المستوطنين في كل مكان، أن هذه الأرض ملك للفلسطينيين، ولا يمكن أن يعيش فيها أي مستوطن بأمان، كما لن يتمكن جيش الاحتلال وأجهزة استخباراته من حمايتهم من انتقام الفلسطينيين، ما سيؤثر على جلب مزيد من المستوطنين.
وأوصلت العملية رسالة أخرى للزعماء المتطرفين أمثال "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش" وغيرهم، مفادها أن ردود الفعل على جرائم الاحتلال ليست بالسهولة التي تتصورونها، فيمكن أن تقولوا ما تشاؤون، لكن حين المساس بأبناء شعبنا، فإن الردود ستضع حدًّا لكم، وستُحولكم في نظر المستوطنين من أبطال إلى أقزام ومنبوذين.
كما رفعت العملية من معنويات الشعب الفلسطيني، الذي شعر بالنشوة والفرحة التي ثأرت لمشاعره ولأبطاله من الشهداء.
فالشباب الفلسطيني هو جيل المفاجآت والتضحيات والبطولات، وهذه الثورة المباركة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الشباب الفلسطيني يستطيع الدفاع عن الأرض ورد العدوان المستمر دون توقف، فهم انتصروا في جميع المواجهات مع الصهاينة، بل حفظوا للمسجد الأقصى قدسيته.
وهنا نؤكد أنّ المقاومة ستبقى خيار شعبنا للجم المستوطنين وصدّ اعتداءاتهم وجرائمهم واستفزازاتهم، وأن دماء الشهداء ستبقى لعنة تطارد العدو وجنوده ومستوطنيه في كل شارع وزقاق في أرضنا المحتلة حتى تحرير أرضنا من دنس الاحتلال.