فلسطين أون لاين

تقرير في "عين ساكوت".. مسارات ولافتات تحفظ أسماء ملاك الأراضي

...
فريهان فراح في عين الساكوت الواقعة في الأغوار الشمالية التابعة لمحافظة طوباس
طوباس-غزة/ مريم الشوبكي:

لا تزال فريهان فراح تحمل لواء الدفاع عن أرضها في عين الساكوت الواقعة في الأغوار الشمالية التابعة لمحافظة طوباس، تُسير الرحلات إليها، وترافق مجموعات المتضامنين لتعريفهم بالمنطقة، وتظهر لهم صور ثبات الفلسطينيين على أرضهم.

تخوض فراح (45 عامًا) صراعًا وجوديًا مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إذ استطاعت انتزاع قرار قضائي من المحكمة العليا الإسرائيلية واستعادة جزء صغير من أرضها، ومع ذلك يمنعها المستوطنون من الوصول إليها، في ظل الاعتداء عليها، وإحاطتها ببوابة لإغلاقها المستمر أمام الفلسطينيين بحج واهية.

ورثت فراح مع أخوتها 200 دونمًا عن والدها الذي هُجِر منها بعد احتلال الضفة الغربية، وجميعهم يقيم في الولايات المتحدة، وهي الوحيدة التي تزوجت في وادي الجوز بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.

ولا تغادر أوراق الأرض الثبوتية بطابو عثماني حقيبة "فراح"، لتواجه بها قوات الاحتلال التي تعرقل دخول فراح لأرضها كالعشرات من مالكي الأرض هناك.

اقرأ أيضًا: عين الساكوت.. ملاذ منعش في قلب الأغوار يواجه اعتداءات المستوطنين

تشبث بالأرض

وتواظب فراح على اصطحاب أبنائها إلى الأرضي لتزيد ارتباطهم بها، وتشجعهم على المشاركة في فعاليات ومسيرات "عين الساكوت" للمطالبة باستعادة كامل الأرض، وتمكين المزارعين، وأصحاب الأراضي الذين انتزعوا قرارًا قضائيًا باستعادة أراضيهم.

وتضيف: "لطالما حدثنا أبي عن أرض عين الساكوت. موته جعلني أتعلق بهذه الأرض وأقاتل بكل قوتي من أجل المحافظة على ما تبقى منها، ومواصلة المطالبة باستعادة الباقي. من أجل ذلك قُدت مبادرة وضع لافتات تحمل أسماء ملاك الأراضي المسيطر عليها من المستوطنين، لكي ترسخ في الذاكرة".

وفي العام 2016 أقرت "العليا الإسرائيلية" بإعادة نحو 3500 دونم من أصل ستة آلاف دونم من أراضي مواطنين عين ساكوت. أما في الواقع فلم يُطبق القرار بعدُ، بل لا يزال المكان يضج بمستوطنين يستجمون في نبع القرية يحرسهم جنود مدججون بالأسلحة.

ومنذ استعادة فراح جزء من أرضها قبل سبع سنوات، أجرتها لبعض المزارعين لزراعتها بمحاصيل بعلية كالشعير، والقمح، ولكنهم لم يسلموا من اعتداءات المستوطنين بإحراق مزروعاتهم، إطلاق مواشي لإتلافها، وسير الدبابات والمركبات الإسرائيلية وتحولت لمنطقة عسكرية تستخدم لتدريبات الجيش.

اقرأ أيضًا: إصابة العشرات بمواجهات مع الاحتلال في عين الساكوت

وتذكر أنها تعرضت يومًا للضرب من المستوطنين، الذين قاموا بتكسير سيارتها، واعتقلها جيش الاحتلال لأنها أرادت الوصول إلى أرضها التي تحمل أوراق الطابو التي تثبت ملكيتها، وبناء عليها أفرج عنها، وتمكنت من تحدي المستوطنين، والجيش والوصول إلى أرضها، رغم أنها لوحدها.

مسارات ورحلات

وتفيد معطيات بأن نحو 800 عائلة فلسطينية سكنت "عين ساكوت" الحدودية مع الأردن قبيل تهجيرهم قسريًا، ليستوطن أرضها والقرى المجاورة بعد احتلالها زهاء 6000 مستوطن في ثماني مستوطنات وستة معسكرات لجيش الاحتلال.

بدوره يبين الناشط في لجان المقاومة الشعبية في الأغوار أيمن غريب أن معظم سكان "عين الساكوت" هجروا القرية عام 1968، وبعد عامين عادوا إلى قريتهم فوجودا أن جيش الاحتلال قد أحكم السيطرة عليها، وأقام حزام ألغام على بعد 4 كيلو من القرية، ولا يزال موجودًا حتى يومنا هذا.

ويوضح غريب لـ"فلسطين" أن الاحتلال أرغم السكان على التواجد خلف الحزام الأمني، لذا توزع سكانها في قرية عين البيضا، ومحافظة طوباس.

اقرأ أيضًا: إصابة العشرات بمواجهات مع الاحتلال في عين الساكوت 

ويلفت إلى أن المستوطنين رفضوا الالتزام بقرار المحكمة الإسرائيلية العليا، ووضع مجلس المستوطنات بوضع بوابات حول الأراضي، ووضعوا لافتات "مساحة خاصة ممنوع الدخول"، وهذا ينذر بإغلاقها أمام الفلسطينيين في القريب.

وينبه غريب إلى أن ملاك الأراضي وبعض سكان المنطقة نفذوا مؤخرًا رحلات لزيارة المنطقة، فاعترضهم المستوطنين وكسروا سياراتهم، واعتدوا عليهم.

ويحث الناشط في لجان المقاومة الشعبية المواطنين الفلسطينيين على مشاركة المزارعين في الزراعة، وتنفيذ مسارات بيئية، وسياحية، وإقامة رحلات من المؤسسات لزيارة عين الساكوت.

كما دعا الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية لوضع حاويات للقمامة في عين الساكوت، وعمل مناطق للاستراحة، والتنزه.