تفصلنا أيام عن موعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بالقاهرة في 30 /7 /2023 و الذي يحمل رسائل مهمة في التوقيت والدلالة وسط تحدّيات تواجه المشروع الوطني الفلسطيني، إذ إن المطلوب من هذا الاجتماع دعم مقاومة شعبنا، وبلورة رؤية موحدة للدفاع عن المسجد الأقصى ونصرة الأسرى وإغلاق ملف الاعتقال السياسي في الضفة، كل هذه الأمور ستكون رافعة حقيقية في مواجهة الإرهاب الصهيوني المتصاعد في ظل الحكومة الصهيونية الأكثر يمينيةً وتشدّدًا ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، وهنا ينبغي أن ترتقي نتائج لقاء الأمناء العامين لمستوى التطلعات الشعبية و مستوى التحدي الكبير الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني وأن ينعكس ذلك على الأرض عبر إطلاق يد المقاومة في الضفة و التحلل من أوسلو التي تآكلت، ونبذ التنسيق الأمني والتطبيق الفوري لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بما يتعلق بإنهاء العمل بالاتفاقات مع الاحتلال، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني وتبني إستراتيجية وطنية شاملة تتبنى طموح وأهداف الشعب الفلسطيني وتقوم على استنهاض الكل الفلسطيني لمواجهة مخطَّطات الاحتلال التي تقودها حكومة يمينية إرهابية.
يأتي هذا اللقاء القيادي وسط تصاعد الهجمات الصهيونية على مدن والاقتحامات الإجرامية ضد المسجد الأقصى وفي ظل هذه الظروف تستمر الحكومة الصهيونية بالسماح للمستوطنين بإقامة شعائر تلمودية داخل المسجد الأقصى في جريمة كبرى وتحدٍّ صارخ لمشاعر المسلمين حول العالم يحمل أبعادًا خطيرة واستهانة بالقوانين الدولية، وهذا في المحصلة يكشف أن حكومة الاحتلال تتجاهل الأنظمة الدولية التي تعد دولة الاحتلال فوق القانون الدولي ،لا يوجد شك أن الإرهاب الصهيوني المتصاعد سيقابل بدفع الثمن وسيدفع الإرهاب الصهيوني الثمن غاليًا؛ فالمسجد الأقصى قضية مركزية مقدَّسة للمسلمين، وكل مسلم يعد نفسه مشروع شهادة للدفاع عن المسجد الأقصى وتاريخه وقدسيته، وأن المتتبع للالتفات الشعبي حول برنامج المقاومة المتصاعد في مواجهة مشروع الإرهاب الصهيوني الإحلالي.
اقرأ أيضًا: مبدأ عدم المعقولية وانهيار الديمقراطية
اقرأ أيضًا: 40 رصاصة في جسد الشهيد مخالفة
ومن زاوية أخرى فإن ما يحدث هو إرهاب دولة بأنظمتها و أفرادها وأجهزتها بالأمس أعلن وزير من اليمين الصهيوني أنه ستُسير حافلات لنقل المستوطنين إلى حائط البراق وتسهيل اقتحامهم له طيلة أيام الأسبوع هذه الأحداث والوثائق ستحدث اصطدامًا كبيرًا وخطيرًا بين المرابطين المقدسيين والمستوطنين الإرهابيين، تدرك أجهزة أمن الاحتلال أن الأمور اليوم باتت مختلفة عن السابق فعمليات المقاومة ستكون أكبر وأشد وأقوى وسيكون حجم الرد أوسع فالمسجد الأقصى محور ارتكاز القضية الفلسطينية فمن طور الصواريخ في الضفة وعبوات الشواظ في جنين و مئات وآلاف مشاريع الشهداء دفاعًا عن دينهم وأقصاهم وهذا إن دل على شيء فيدل أن مشروع المقاومة متجذر في الجيل الفلسطيني الصاعد و المقاومة مستمرة و متصاعدة وأن رمزية وقدسية المسجد الأقصى كما كانت صاعق التفجير في معركة سيف القدس فالقادم أعظم، والمقاومة وفكرها مستمر لن ولم تمتد له يد التحوير أو التضليل، وهدفها مواجهة الإرهاب الصهيوني وهذه المعطيات ثابتة لدى محور المقاومة و فصائل المقاومة الفلسطينية وهي على جانب كبير من الأهمية بالمعنى الدقيق المفهوم للمعركة مع الاحتلال الصهيوني و جماعاته الإرهابية في ظل التطورات الحاصلة في البيئة الإقليمية والتي تدعم الحق الأصيل لفلسطين.
ويجدر بنا التأكيد أن ما يمارسه الاحتلال ومستوطنوه بحق الأقصى والأسرى والمخيمات جريمة مخططة مكتملة الأركان، لا يمكن تجاهلها ولا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال كما حوكم النازيون في محاكمات نورنبيرغ ينبغي محاكمة الصهاينة وقادتهم النازيين الجدد على ما يرتكبونه يوميًا ضد الأرض والإنسان والهوية الفلسطينية.