طالبت أوساط في نابلس شمال الضفة الغربية بخطط إسناد ودعم حكومية لتجار البلدة القديمة من المدينة تعزيزًا لدورها الوطني.
ومؤخرًا قررت الغرفة التجارية في مدينة نابلس إعفاء تجار البلدة القديمة من أي ضرائب كخطوة داعمة لها، أمام ما تتعرض له من جرائم احتلالية وتزامنًا مع الحصار المُطبق على المدينة.
وأكد رئيس الغرفة التجارية بنابلس سامح المصري، أن الإعفاء الضريبي لتجار البلدة القديمة هو أقل القليل الذي يمكن تقديمه لهم من أجل دعم صمودهم وتنشيط التجارة لديهم خصوصًا بعد الانتكاسات التي أصابتهم في إثر الاجتياحات والاقتحامات والجرائم التي تعرضت لها على يد قوات الاحتلال.
وذكر المصري لصحيفة "فلسطين" أنه أعدت قوائم كاملة لجميع المحلات المستهدفة، التي تنطبق عليها الشروط، وخاطبنا الجهات الرسمية المسؤولة عن هذا الملف، وجرى الحصول على الموافقات اللازمة.
ونبَّه المصري الى أن الهدف من الحملة إنقاذ التجار وحثهم على التشبث بمصالحهم التجارية والحيلولة دون تركهم لها والهجرة إلى الخارج، وحث المتسوقين على ارتياد تلك المحال ونشر الثقافة الداعمة للاقتصاد النابلسي الذي يراد له الدمار من الاحتلال.
اقرأ أيضًا: مسيرات شعبية في أنحاء الضفة دعمًا لنابلس
وأشار المصري الى أن هناك تفكيرًا بتوسعة دائرة الاستهداف للمحال التجارية التي يمكن أن يطالها الإعفاء الكلي أو الجزئي في مرحلة لاحقة.
وكشف المصري عن وجود حالة من الهجرة بين أوساط التجار في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المدينة تزامنًا مع العشرات من التجار الآخرين الذين أعلنوا إفلاسهم وإغلاقهم مصالحهم التجارية.
وتحدث عن قيام الغرفة التجارية وبحملة (يلا على نابلس) بزيارة المؤسسات العربية في مدن الداخل المحتل واطلاعهم والاتفاق معهم على ضرورة زيارة مدينة نابلس عمومًا والبَلدة القديمة ومحلاتها التجارية على وجه التحديد.
وذكر المصري أنه من باب دعم البلدة القديمة والنهوض بواقعها أيضًا ستُنشَأ مظلات، وسيُعاد تبليط وصيانة الممرات والزقاق فيها في الأسبوعين القادمين، إذ طرحت العطاءات و"استدراج العروض"، مضيفًا: "نسعى إلى توفير تغطية مالية من الجهات الداعمة التي بالعادة تنفذ هذه المظلات من باب المسؤولية الاجتماعية" حسب قوله.
وتابع: "دورنا إعادة إنعاش الاقتصاد النابلسي وإنقاذه والوقوف إلى جانب التجار ووقف حالة اليأس لديهم، من خلال الخطط والمشاريع، التي من شأنها تحفيز المتسوقين للوصول للمدينة وأسواقها ومحالها ولا سيما في البلدة القديمة المنكوبة".
اقرأ أيضًا: قوات الاحتلال تقتحم مدينة نابلس
"يلا على نابلس"
بدوره أثنى أيمن المصري أحد القائمين على حملة (يلا على نابلس) على قرار الغرفة التجارية عادًا إياه نقطة تسجل لها في ظل ما تعيشه البلدة القديمة ومدينة نابلس من حالة اقتصادية صعبة.
وأكد المصري أن الحملة التي بدأت منذ أشهر، ونجحت في استقطاب الزوار من خارج المدينة ولا سيما من الداخل المحتل إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لإنعاش الحركة الاقتصادية فجاء قرار الغرفة التجارية ليكون نقطة جديدة محفزة للتجار في ظل الوضع البائس.
ودعا التجار في المدينة إلى مساعدتهم في حملة استقطاب الزوار بالقيام بعروض جيدة وعدم استغلال الذين يأتون عليهم.
ورأى محمد الحلبوني الذي يمتلك محلًا للأحذية في شارع النصر بالبلدة القديمة أن قرار الغرفة التجارية إيجابي، ويعبر عن الشعور الحقيقي بواقع التجار في البلدية القديمة الذين تعرضوا لانتكاسات متوالية، نتيجة الحصار المفروض على المدينة، والاعتداءات المتكررة من قوات الاحتلال عليها.
اقرأ أيضًا: وزارة التعليم بغزة تُنظّم فعاليات تضامنية مع أهالي نابلس وحوارة
وطالب الحلبوني بوجود خطط إسناد ودعم حكومية لتجار البلدة القديمة الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الاقتحامات، مؤكدًا أن هناك العديد من المحال تعرضت للدمار ومع ذلك لم تتلقَ أي تعويضات مادية.
كما طالب بتوخي العدالة إذا كان هناك أي مشاريع إسنادية لتجار البلدة القديمة مع الأخذ بعين الاعتبار حجم الضرر الذي نجم عن الاجتياحات أولًا ثم الحصار وقلة الزوار والمتسوقين.