حذر رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر من خطورة سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف تهويد المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وقال إن تلك "السياسات تظهر خطورة الوضع وتأثيره على المصلين والمقدسيين والأشخاص الذين يدخلون البلدة القديمة الأمر الذي ينذر بإشعال حرب دينية بالمنطقة".
وبين خاطر لصحيفة "فلسطين" أمس، أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تغيير الواقع الميداني والديموغرافي في محيط الأقصى والبلدة القديمة بالقدس، بهدف تحويلها إلى مكان يسيطر عليه الاحتلال بالكامل.
وقال: إن تنفيذ هذه السياسات يتم من خلال ممارسة العنف والقمع ضد المصلين والمدنيين الفلسطينيين، وهدم المنازل والتهجير القسري للأهالي، وتطبيق قوانين وقرارات تمنع المقدسيين من البقاء في منازلهم وترمي إلى تهويد المنطقة وتهجير السكان الأصليين الفلسطينيين.
تصاعد اعتداءات المستوطنين
وأضاف أن تصاعد اعتداءات المستوطنين على الأقصى هو أمرٌ مقلق وخطير، ويرمي بشكل أساس إلى فرض سياسة الأمر الواقع، بتأييد وبضمانات من قادة حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وأوضح أن سلطات الاحتلال بدأت بتنفيذ التهويد الفعلي للأقصى من خلال إجراءات قضائية تم اتخاذها بحق عدد من الأماكن الخاصة به، والتي منها قرب إعادة إغلاق مصلى باب الرحمة.
اقرأ أيضا: بكيرات: آن الأوان لمشروع إسلامي عربي فلسطيني لتحرير المسجد الأقصى
ونبه إلى أن منظمات "الهيكل" المزعوم بدأت استصدار قرارات من حكومة نتنياهو تتعلق في زيادة اقتحامات للأقصى على مدار اليوم، واقتحام المسجد من جميع الأبواب والخروج منها أيضا".
وأشار إلى أن المستوطنين أصبحوا في الأشهر الأخيرة أكثر عدوانية تجاه الأقصى، وأصبح لديهم أطماع أكبر من منطلق الضمانات الرسمية التي منحهم إياها نتنياهو وقادة حكومته المتطرفة".
وبين أن الاستحواذ الفعلي على الأقصى من سلطات الاحتلال، وسحب الصلاحيات الخاصة من دائرة الأوقاف الإسلامية، من خلال انتزاع كل شيء، يعد أحد أشكال التهويد الفعلي لأقدس مكان إسلامي للمسلمين.
وأوضح خاطر أن الهيمنة الكاملة التي تسعى (إسرائيل) لتحقيقها على الأقصى هي من خلال تعطيل دور لجنة الإعمار وتعطيل جهود الصيانة والترميم داخل المسجد.
البنية التحتية للأقصى
وبين أن هذه الهيمنة تتمثل في منع إدخال أي مواد تستخدم للصيانة والترميم، ووقف 27 مشروعًا للترميم داخل المسجد الأقصى.
وشدد على أن لجنة الإعمار مهمة جدًا في الحفاظ على البنية التحتية للأقصى وتقديم الدعم اللازم لإجراء أي ترميمات ضرورية، لافتًا إلى أن منع دور هذه اللجنة وتعطيل جهود الصيانة يهدد سلامة المسجد وقد يسبب ضررًا بالغًا للبنية التحتية التي يعود تاريخها إلى قرون عديدة.
ولفت إلى أن الاحتلال يتجه إلى سحب المزيد من الصلاحيات من دائرة الأوقاف في الأقصى، وزيادة هيمنة الاحتلال عليه، خاصة مع تحويل البلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، وفرض الأجواء الأمنية بالمنطقة.
وقال: إن "ما يحدث هي خطة منظمة بهدف عسكرة البلدة القديمة وإشاعة الرعب في نفوس المقدسيين للابتعاد عن المسجد الأقصى، تمهيدًا إلى الهيمنة عليه بشكل أكبر وأسهل".
وبين أن المسجد الأقصى شهد خلال الفترة الأخيرة سقوط عدد من الصخور من السور الغربي بالقرب من حائط البراق، إضافة إلى حدوث انهيارات بالقرب من باب السلسلة، وموت عدة أشجار معمرة وكبيرة نتيجة تعري جذورها بحكم الحفر أسفل الأقصى.
وذكر أن سقوط الحجار القديمة لم يكن بشكل عفوي أو لعوامل طبيعية، كون تلك الحجارة كبيرة ومبنية على أسس قوية ولها مئات السنوات، ولكن الحفر المستمر أسفل الأقصى أثر عليها.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تسمح بإدخال متخصصين ومهندسين لمعاينة الانهيارات داخل المسجد الأقصى، كونها لا تريد كشف جرائمها وحقيقة ما يجري داخل المسجد.
وأشار إلى أن الأخطار تستهدف هوية وإدارة وصلاحيات المسجد الأقصى، من خلال استهداف مقصود ومستمر من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والجماعات اليهودية المستمرة.
المجتمع الدولي
وطالب خاطر المجتمع الدولي بأن يتخذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه السياسات التهويدية والاستيطانية التي تنتهك حقوق الإنسان وتهدد الاستقرار في المنطقة.
وشدد على أن تلك السياسات تعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وتضع الفلسطينيين في وضع صعب وتسبب تصعيدًا في التوترات والاحتجاجات.
يشار إلى أن جماعات يهودية متطرفة ومستوطنون أدوا أول من أمس، طقوسا تلمودية (بركة الكهنة) بشكل جماعي في الجهة الشرقية من ساحة المسجد الأقصى.
ومنذ شهر أغسطس 2019 تعد جماعات "الهيكل" المزعوم المتطرفة "التأسيس المعنوي للهيكل" هدفها المرحلي الذي تسعى إلى فرضه إلى جانب التقسيم الزماني والمكاني، وتعمل على توظيف "الأعياد اليهودية" في سبيل ذلك.
وتحشد جماعات "الهيكل" المزعوم جمهورها اليوم لفرض اقتحام واسع في يوم 27 يوليو الجاري بزعم ما تسمى "ذكرى خراب الهيكل" التوراتية؛ وهو التاريخ الذي يوافق الذكرى السادسة لانتصار باب الأسباط ويوم التاسع من محرم بالتقويم الهجري.