أظهر استطلاع إسرائيلي للرأي أجري أمس الثلاثاء، أن 67% من الإسرائيليين يخشون اندلاع حرب أهلية مع تفاقم أزمة ثقة بين الشباب والكيان، 54% من المستطلعة آراؤهم يفكرون في الهجرة من الكيان الإسرائيلي، عقب الإضطرابات الداخلية التي تعصف بهم، مع انعدام الأمن الشخصي والاستقرار، 42% منهم يرون أن جيلهم معدوم الحظ.
قد يعتقد البعض أن ما يعانيه المجتمع الإسرائيلي شأن داخلي، لا علاقة له بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكن الحقيقة غير ذلك على الإطلاق فهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالإخفاقات، التي مني بها قادة الكيان الإسرائيلي وجيشهم، وخاصة في الحرب على قطاع غزة، إذ انهارت ثقة المجتمع الإسرائيلي بالأحزاب السياسية، الإسرائيليون أعادوا الانتخابات خمس مرات، لعدم وجود إجماع على حزب سياسي أو شخصية قيادية يمكنها أن توفر لهم الأمن والأمان بكسر شوكة المقاومة الفلسطينية، ومنع صواريخ المقاومة من الوصول إلى قلب الكيان الإسرائيلي، ولذلك كانت معركة سيف القدس الفاصلة من أسوأ كوابيس اليهود داخل الكيان الإسرائيلي، ولأن المجتمع الإسرائيلي أرهق من كثرة الانتخابات الفاشلة، اضطر إلى تشكيل حكومة أقليات من أشد المتطرفين، ما أوقع جيش الاحتلال وقادته بالحرج، وأوقع المجتمع الإسرائيلي في شر أعمال الحكومة، إذ إن عدد القتلى الإسرائيليين في عهد حكومة نتنياهو هو الأعلى منذ زمن بعيد.
اقرأ أيضًا: بدائل الاحتلال لعدواناته العسكرية غير الناجحة
اقرأ أيضًا: استخلاصات إسرائيلية بعد 17 عامًا على حرب لبنان الثانية
استطلاع الرأي يقول إن 54% من الإسرائيليين يفكرون بالفرار من دولة الاحتلال، ولكن ليس هناك إحصائيات إسرائيلية بالعدد الحقيقي للذين غادروا الكيان دون التفكير في العودة، وهم يعدون بمئات الآلاف بعد هزيمة الاحتلال عام 2014، ثم في عام 2021 في معركة سيف القدس.
من الصعب وصول المجتمع الإسرائيلي إلى حرب أهلية، لأن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يخشون الوصول إلى تلك المرحلة، ويمكن تجنبها بالتخلص من الحكومة الحالية لبنيامين نتنياهو، أو بإخراج الأعضاء الأشد خطورة على الاستقرار الداخلي للكيان الإسرائيلي، مثل الأحمقين بن غفير، وسموتريتش.
42% من الشباب الإسرائيلي يشعرون أن جيلهم معدوم الحظ، وأنا أتفق تمامًا معهم لأنهم يعيشون المرحلة الأخيرة في عمر الكيان الإسرائيلي، إذ فقدت دولة الاحتلال هيبتها وقوتها أمام المقاومة الفلسطينية، وأصبحت "عاصمة" الكيان "ملطشة" لصواريخ المقاومة، بعكس آبائهم الذين عاشوا في ظل أكذوبة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وتحميه أنظمة عربية متآمرة على القضية الفلسطينية، ومقاومة الشعب الفلسطيني، ولكن بفضل الله تبدل الحال، وذهب غالبية المتآمرين إلى مزابل التاريخ، وسيلحق بهم قريبًا من تبقى منهم.