النائب في الكنيست يتسحاق كريزور من حزب بن غفير يزعم: "أن المواطن -يقصد الإسرائيلي- المسلح هو الحلّ!" يقصد الحلّ ضد المقاومة!
النائب المتطرف يرى أن حكومته وزعت (١٨) ألف قطعة سلاح في الأشهر الستة المنصرمة، وأنها ستضاعف هذا العدد في الأشهر القادمة، لأن المواطن المسلح هو الذي يستطيع مواجهة العمليات الفدائية الفلسطينية واسعة الانتشار في الضفة، وفي مفترقات الطرق.
طبعًا هناك ملايين من قطع السلاح مع السكان من غير الجيش، وهو يريد مضاعفة ما توزعه الحكومة سنويًّا، وكأن السلاح هو حصنهم في العصر الحديث للاختباء، بدلًا من القلاع والأسوار!
اقرأ أيضًا: تحولات ديمغرافية تقلق (إسرائيل)
اقرأ أيضًا: آليات تفكيك التحالف الإسرائيلي الأمريكي
هذه دعوة عنصرية إلى مزيد من القتل، وليست للدفاع عن النفس كما يزعم المجرم المحتل، فكثيرًا ما قتلوا مواطنين فلسطينيين أبرياء لا يحملون السلاح، بل كثيرًا ما بادروا لقتل النساء والصبية بزعم تهديد الحياة، وقد قتل جيشهم المدرب على حمل السلاح شيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية في أثناء عملها، وهي لا تهدد حياتهم، وغير شيرين الكثير، وإذا ما انتشر السلاح بحسب دعوة هذا النائب المتطرف كثر القتل في الفلسطينيين على الهوية! وعندها تكثر القصص الخيالية المختلقة لتبرير هذا الإجرام الذي يدعو إليه الكنيست.
اليهودي المسلح ليس حلًّا، بل الحلّ في إنهاء حالة الاحتلال، وترك الفلسطينيين يتدبرون حياتهم بأنفسهم، بعيدًا عن التبعية وعن السيطرة.
الدول التي تعيش بالسلاح أعمارها قصيرة، هكذا يقول التاريخ، وعمر دولة الاحتلال قصير بإذن الله، لأنها لن تتمكن من البقاء تحت ظل السلاح، بعد أن تطور السلاح وصار ممكنًا لكل من يريده، ولا يمكن لها البقاء طويلًا أمام التطور التكنولوجي للسلاح ووسائل الاتصال.
إذا كان الإسرائيلي المسلح هو الحل عندهم، فإن الفلسطيني المسلح هو الحلّ عند شعبنا الفلسطيني، وشعبنا على حق، وهم على باطل، وشعبنا يدافع عن نفسه، وهم يعتدون علينا ويحتلون وطننا، وأحسب أن عمليات المقاومة ستزداد بتطرف الإسرائيليين، وبتوسيع دائرة توزيع السلاح على المدنيين.
الاحتلال سبب كافٍ لزيادة أعمال المقاومة، ومن يغالط في هذه المعادلة أو يقفز عنها، ويلجأ إلى السلاح والقتل على أنه الحلّ الممكن، غافل لا يقرأ تاريخ الاستعمار، وتاريخ الشعوب التي قاومت الاستعمار، نزيف الدم لا يتوقف إلا بزوال الاحتلال، والشعب الفلسطيني يزداد يقينًا يومًا بعد يوم بهذه المعادلة، ولا سيما بعد أن ثبت باليقين أن مشروع المفاوضات مشروع فاشل، ولا يمثل الشعب الفلسطيني، وبعد أن ثبت أن المحتل جبان يخاف ولا يعقل، ولولا الخيانة ما تمكن من البقاء هذه المدة على أرضنا.