دعا رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إلى استثمار هبات الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح الهدمي، لصحيفة "فلسطين" أمس، أنّ المسجد الأقصى قد شهد هبّات كثيرة للدفاع عنه، كان أبرزها هبّة النفق، وانتفاضة الأقصى، ولكن لا تزال هناك حاجة لإدارة وتخطيط أفضل لاستثمار هبّات الشعب الفلسطيني وثوراته ورفضه للاحتلال، كما حصل بعد هبّة "البوابات الإلكترونية".
وبيّن أنّ المقدسيين في هبة "البوابات الإلكترونية" تحركوا عفويًّا وجماهيريًّا وشعبيًّا، بهدف حماية المسجد الأقصى، حتى الوصول إلى الانتصار، ورفع تلك البوابات.
وقال: إنَّ هذا العمل الجماهيري شهد مشاركة من جميع فئات الشعب الفلسطيني، مسلمين ومسيحيين، ما أعطى زخمًا قويًّا له.
اقرأ أيضًا: تحليل: الهبة الشعبية ستأخذ منحًى تصاعديًّا إن أُسندت سياسيًّا
وأوضح أنّ هبة "البوابات الإلكترونية" مثَّلت حالة من وحدة أبناء الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه، حيث شارك بها الرجال والنساء، إضافة إلى مساهمة شعبية في توفير الطعام والشراب للمعتصمين.
وأضاف إلى أنّ الحالة الثورية التي شهدها المسجد الأقصى وصلت إلى أقصى حدودها، وذلك على الرغم من عدم وجود قيادة مركزية لها.
وبيَّن أنّ هبّة "البوابات الإلكترونية" تعد استفتاءً من الفلسطينيين والمقدسيين، يؤكدون فيه تضحيتهم وأنهم يقدمون الغالي والنفيس في سبيل المسجد الأقصى.
وأشار الهدمي إلى أنّ هبة "البوابات الإلكترونية" أكّدت دعم الشارع المقدسي لمحور المقاومة ورفضهم لأيّ تسوية مع الاحتلال، حيث لم يجرؤ أيّ شخص يُمثّل خيار التسوية على الاقتراب من معتصمي الهبة.
وشدّد على أنّ الهبة حملت رسائل سياسية واضحة حول طموحات الشارع المقدسي ودعمهم الكامل للمقاومة.
وفي 14 تموز 2017 حاول الاحتلال فرض واقع جديد على المسجد الأقصى، فأغلق البوابات ومنع الصلوات، للمرة الأولى منذ عام 1967، وأصدر قرارًا بتركيب كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية أمام بوابات الدخول للأقصى.
وقد دفع ذلك المقدسيين للاعتصام على مدار 14 يومًا، انتهت في الـ27 من تموز، عندما رضخ الاحتلال لمطالب المقدسيين وأزال البوابات الإلكترونية.