تُظهر جريمة إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهيدين خيري شاهين وحمزة مقبول مدى غيظه منهما، وحالة اليأس التي أصابت جنوده من حالة المقاومة المتصاعدة في مدن الضفة الغربية المحتلة.
وانتشرت صور وفيديوهات قصيرة للشهيدين "شاهين" و"مقبول" غارقين في دمائهما، في إثر جريمة الاغتيال التي ارتكبتها قوات خاصة من جيش الاحتلال صباح أمس، في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وطالت سلسلة جرائم اغتيال السنتيْن الأخيرتيْن عددًا من أفراد وقادة مجموعات المقاومة في مدن متفرقة من الضفة الغربية، وخاصة مدينتا نابلس وجنين، تزامنًا مع تصاعد العمل المقاوم هناك.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لصحيفة "فلسطين"، فإنّ قوات معززة من جيش الاحتلال برفقتها قوات خاصة اقتحمت البلدة القديمة في مدينة نابلس وحاصرت منزلًا كان فيه المقاومان، وأنهما استُشهدا في أثناء تبادل لإطلاق النار، رافق ذلك اشتباكات خاضها مقاومون في أثناء اقتحام نابلس.
ورافق جيش الاحتلال خلال اقتحامه طائرة مسيرة بدون طيار جابت أجواء البلدة القديمة تزامنًا مع تنفيذ جريمة الاغتيال التي أدّت كذلك إلى إصابة 3 مواطنين، عدا عن اعتقال 3 آخرين.
اقرأ أيضًا: بالصور جماهير نابلس تُشيّع جثمانيْ الشهيدين مقبول وشاهين
"لم يكن يعلم أحد بتحركاتهما وعملهما في مقاومة الاحتلال سرًّا، لقد أخفيا عن الجميع كل شيء…" بذلك بدأ مصطفى شاهين الحديث عن ابن عمه الشهيد خيري (33 عامًا) ورفيقه حمزة مقبول (32 عامًا).
وأضاف شاهين لـ"فلسطين": أنّ ابن عمه أسير محرر من سجون الاحتلال، أنهى آخر اعتقال له قبل سنة ونصف فقط، في حين لم يعلم أقرب المقربين من عائلته شيئًا عن عمله المقاوم.
ويزعم جيش الاحتلال أنهما كانا قد نفّذا عملية إطلاق نار تجاه مركبة له جنوب مدينة نابلس تزامنًا مع العدوان على مدينة جنين قبل أيام، إذ فشل الجيش في الوصول إلى المقاومين واغتيالهم رغم كثافة النيران التي استخدمها وتحت غطاء واسع من الطيران الحربي.
وقال شاهين: إنّ "العائلة لم تتوقع يومًا أن تفقد ابنها خيري في جريمة اغتيال إسرائيلية. لقد كان إنسانًا عاديًّا لم يظهر عليه أنه يشارك في أعمال المقاومة، لكن ما تأكدنا منه بعد اغتيالهما أنّ رفيقا الدرب آلما جيش الاحتلال".
والشهيدان من سكان حي خلة العامود، وهو امتداد للبلدة القديمة من نابلس، ويرتبط اسم هذا الحي بشهداء قضوا في انتفاضتي الحجارة عام 1987 والأقصى عام 2000، ومنهم المهندس في كتائب القسام مهند الطاهر.
ووسط أجواء شديدة من الغضب والتنديد بجرائم الاحتلال مع استمرار سياسة الاغتيالات بالضفة، شيّعت جماهير غفيرة رفيقا الدرب إلى المقبرة الشرقية بنابلس، وسط تساؤل المواطنين عن دور السلطة في حماية سكان مدينة نابلس والمقاومين.
وعقب جريمة الاغتيال، تساءلت والدة الأسير أحمد أبو لاوي: "لماذا لا تحمي السلطة المقاومين بقدر ما تُطاردهم؟"
والأسير "أبو لاوي" من سكان مدينة نابلس، كان مطاردًا لجيش الاحتلال لأشهر طويلة قبل اعتقاله في نهاية مارس/ آذار 2023.
اقرأ أيضًا: القانوع: جرائم الاحتلال لن تُقابل إلا بمزيد من المقاومة والعمليات البطولية
ويُعدُّ أبو لاوي من مؤسسي "عرين الأسود" في نابلس، وأحد رفقاء درب الشهيد إبراهيم النابلسي (19 عامًا) الذي اغتالته قوات خاصة من جيش الاحتلال في 9 أغسطس/ آب 2022، خلال اقتحامها البلدة القديمة.
وأضافت والدة أبو لاوي أنّ السلطة بدلًا من أن تحمي نجلها أحمد كانت تطارده كما يطارده الاحتلال.
وتابعت عن جريمة اغتيال المقاومَين شاهين ومقبول: إنّ ترسانة عسكرية كاملة وعددًا كبيرًا جدًّا من الجنود اقتحموا نابلس، "يتوجب على السلطة حماية المقاومين بدلًا من اعتقالهم".
وتحيِّد السلطة عناصر أجهزة أمنها عن اعتراض قوات الاحتلال في أثناء تنفيذ جرائمها في الضفة الغربية، والتي غالبًا ما تخلّف شهداء وجرحى، الأمر الذي يلقى استنكارًا شعبيًّا وفصائليًّا متصاعدًا.