ما تزال جنين مركز الخبر المحلي، ومركز الخبر والتحليل الأول في الصحف العبرية. ثمة إجماع في الصحف العبرية على أن العدوان على جنين لم يحقق أهدافه التي خرجت إليها القوات المهاجمة. الصحف العبرية تعترف بالدمار الهائل للمباني، وللبنية التحتية في جنين، ولكن هذا الدمار الهائل كان نتيجة مباشرة لفشل العملية، وتخبط قيادة العدوان الميدانية، إذ يبدو أن المقاومين في مخيم جنين فاجؤوا العدو بتكتيكات عمل لم يتوقعها.
الصحف العبرية لا تتحدث عن إنجازات كبيرة في إطار الردع، ومنع جنين من القيام بعمليات عسكرية، فمجتمع القلعة -وهو اللقب الذي تطلقه الصحف العبرية على مخيم جنين- سيعود للعمل النشط، وسيبقى ملاذًا آمنًا للمقاومين من جنين وغيرها من البلدات الفلسطينية، ومن ثمة تمهد الصحف العبرية لعودة العدوان على جنين في مدة قريبة.
اقرأ أيضًا: جنين زرع الأجداد وفعل الأحفاد
اقرأ أيضًا: في جنين بيت وحديقة
التقديرات العبرية للعملية العدوانية على جنين تقلل من النتائج التي حققتها القوات المهاجمة، وهي تقديرات تلتقي مع التقديرات الفلسطينية، حيث يرى الفلسطينيون أن جنين خارج إطار التدمير للمباني تمكنت من إحباط الهجوم، وحرمت قادة الجيش من النصر، ومن ثمة احتفلت جنين بصمودها ومقاومتها، وعدَّت نفسها منتصرة، وأكدت أنها ستواصل مقاومة الاحتلال والاستيطان.
خرجت قوات العدو المهاجمة لجنين لتعزيز الردع وترميم ما تآكل منه بعد عملية عيلي وما سبقها، ولكن الردع لم يتحقق، ونموذج جنين انتقل لبلدات الضفة كلها، وباتت المقاومة هي الطريق الوحيد لإزالة الاحتلال ودحر المستوطنين، وشل قدراتهم على البقاء والتوسع، وإذا تحقق هذا بشكل أفضل تكون (إسرائيل) قد خسرت الخدمات التي تقدمها السلطة، حيث باتت جنين وغيرها بلدات متمردة على السلطة، ولا ترى في السلطة شيئًا وطنيًا يجب احترامه. السلطة في وادٍ وبلدات الضفة في وادٍ آخر، ولا تكاد تجد نقاط التقاء أو فرصًا جيدة للتفاهم.