1/2
مواجهة الاستيطان وفرملة مشاريعه التوسعية ينبغي أن تتصدر أولويات القيادة الفلسطينية بكل ألوانها، وبإسناد من كل المؤمنين بعدالة القانون الدولي الذي ينص بشكل واضح وصريح بأن الاستيطان جريمة وأنه يقوض فرص الحل السياسي بإقامة دولة على حدود الرابع من حزيران/ 1967م كاملة السيادة.
السؤال في هذا المقال: لماذا الاستيطان؟ وما هي ملامح الخطة الإستراتيجية لمواجهته؟
لماذا الاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967م وفي الضفة الغربية على وجه الخصوص، وللإجابة عن السؤال لا بد من فهم أهمية الاستيطان ومنطلقاته في الفكر الإستراتيجي الصهيوني والذي ينطلق من عوامل متعددة فمنها الاقتصادي على سبيل المثال لا الحصر (عمليات السلب والنهب للمياه الجوفية وللمحاصيل الزراعية والموارد الطبيعية) والسياحي والعسكري والأمني ومنها الجيوسياسي والتي يأتي لتلبية متطلبات الضعف الجيوسياسي الذي تعاني منه دولة الاحتلال لا سيما المناطق المتاخمة لمحافظات شمال الضفة الغربية وعلى وجه الخصوص جنين – طولكرم – قلقيلية، حيث تشكل عمق المنطقة التي تربط طولكرم بساحل البحر المتوسط 15 كيلومترًا.
وفقاً لما سبق فإن ملامح الخطة الإستراتيجية لمواجهة الاستيطان ينبغي أن تنطلق من ثلاثة مسارات:
الأول: المسار القانوني.
الثاني: مسار المقاطعة للمستوطنات ولسكانها ومنتجاتها.
الثالث: المسار المقاوم.
أولاً: المسار القانوني، وجوهر العمل به يقوم على توظيف كافة القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة لاسيما القرار رقم 2334 الصادر عن مجلس الأمن في عام 2016م، للتوجه للمحاكم الدولية والرأي العام الغربي لمواجهة المشروع الاستيطاني.
ثانيًا: مسار المقاطعة للمستوطنات ولسكانها ومنتجاتها، وجوهر العمل به يقوم على تعزيز لجان المقاطعة العاملة في الدول الغربية مثل (حملة BDS) وغيرها، وتعزيز كافة أشكال المقاطعة للمستوطنات وسكانها ومنتجاتها عبر المقاطعة الاقتصادية والاعلامية والأكاديمية والعلمية والرياضية والثقافية إلخ...
ثالثًا: المسار المقاوم، وجوهر هذا المسار يقوم على أن نقطة الارتكاز فيه الإنسان الفلسطيني، وفيه تتعدد أشكال المقاومة، فمن المقاومة السلمية والشعبية التي تعزز من صمود
2 / 2
المواطن وثباته على أرضه ومشاغلة جيش الاحتلال الصهيوني لزيادة فاتورة التكلفة لحماية المستوطنات ومليشيات المستوطنين، إلى المقاومة العسكرية التي تؤسس لمرحلة اندحار المستوطنات، والمتتبع للتحول في أداء المقاومة يلحظ أن تكراراً لنموذج غزة في التسلح يتكرر بالضفة المحتلة وسط إرادة وهمة عالية لسكانها بزيادة تكلفة الاحتلال والانطلاق نحو مواجهة مفتوحة لا سيما مع انسداد الأفق السياسي.
تحولًا أخذ مسارات مختلفة، آخرها كان عبوات جنين الناسفة، وقذائف ناشئة لم تنجح في تحقيق أهدافها بدقة، ولكنها نجحت في إيصال رسائلها باقتدار وإبداع، وألخص أهم الرسائل السياسية بما يلي:
1. قذائف جنين محلية الصنع تعيد للذاكرة بالنسبة للاحتلال تجارب الشهيد نضال فرحات في غزة، والتي تطورت إلى أن أصبحت تصل إلى مطار رامون الذي يبعد (200 كيلو متر).
2. تعكس إرادة الفلسطيني وقدرته على التطور والإبداع، وهو ما يعني أن الضفة قد تكون على موعد مع مزيد من القذائف في المرحلة المقبلة وصولاً إلى قدرة المقاومة في شل عمق دولة الاحتلال.
3. القذائف المحلية في حال نجحت تشكل أكبر ضربة لجدوى وجود الاستيطان ببعده العسكري والأمني والجيو سياسي في الضفة المحتلة.
4. تحول المقاومة قد يدفع الاحتلال إلى ارتكاب حماقة عبر الذهاب نحو عملية شاملة بالضفة وهو ما ينعكس على مستقبل السلطة وجيشها وأسلحتها.
الخلاصة: مزيد من العمل لبناء إستراتيجية وطنية لمواجهة الاستيطان عبر نقاش مفتوح مع الكل الوطني وعبر تطوير لكافة الوسائل التي تؤسس لاندحار كل المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م.