في زنازين السلطة عذابٌ وقهر شديدان يتعرّضُ لهما المعتقل السياسي وطالب كلية الهندسة الخريج في جامعة بيرزيت "براء عاصي" دون أي تهمةٍ تُذكر، وسطَ حالةٍ من الخوف والقلق تعيشها عائلته على حياته.
بدأت الحكايةُ يوم الاثنين الماضي، حينما أقدم جهاز مخابرات السلطة على اختطافه بطريقة وحشية من مكان عمله في "قراوة بني حسان" لتبدأ فصول من المعاناة والألم والظلم.
لم تكتفِ أجهزة السلطة باعتقاله بل أذاقته ويلات العذاب في زنازينها من ضربٍ وشبح وأصدرت محكمة السلطة أول أمس الخميس قرارًا بتمديد اعتقاله لـ15 يومًا قبل أن ينتهي تمديده الأول لمدة يومين، ليعلن إضرابه الفوري عن الطعامِ.
وبينما ينتظرُ "براء عاصي" مولوده الأول على أحر من الجمر، لا يزال مصيره داخل سجون السلطة مجهولًا وسط تمديد الاعتقال والتعذيب الشديد.
"بدون إنذارٍ وبكل تجردٍ من أخلاق المسلم وحت من أخلاق الإنسان السوي، تم تمديد اعتقال زوجي" هكذا بدأت زوجة "براء" حديثها.
وأضافت بكل حُزنٍ وأسى "براء ذهب إلى المحاكمة لوحدة دون عائلته ودون محاميه، وتم التمديد لـ15 يومًا دون تهمة".
"المفترض أن نكون أنا وبراء سويًا نستقبل طفلنا الأول.. خطيّتنا في رقبةِ كل ساكت عن الظلم" تقول زوجته.
وتتابعُ "اليوم السادس وأنتَ مُبعدًا عني وعن طفلك المُرتقب، اعتدتُ سماع صوتِك يجوب أرجاء المنزل، اعتدتُ أن أراك على رأسِ عملك متفانيًا مخلصًا.."
أما عن والدته المكلومة فتقول "اللهم إنّا نرفع أكف الدعاء إليك في يوم مبارك من الأيام العشر من ذي الحجة، أنت تعلم ما في نفوسنا وما في قلوبنا.. لا للاعتقال السياسي الحرية لبراء عاصي.. حسبنا الله ونعم الوكيل".
أما والده سائد عاصي فاكتفي بالقول "حسبنا الله ونعم الوكيل، نيابة سلفيت تمدد اعتقال ابني الحافظ لكتاب الله المهندس براء".
لم تكنْ هذه المرّة الأولى الذي يُزج بالمعتقل السياسي "عاصي" داخل سجون السلطة، بل اعتقل نحو 10 مرّات لدى أجهزة السلطة كما أنه محرر من سجون الاحتلال عقب عامين من الاعتقال.