أربعمائة إرهابي من المستوطنين يهاجمون بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله بحماية جنود الاحتلال. المستوطنون الإرهابيون حرقوا (٣٠) منزلًا، و(٤٠) مركبة للمواطنين، وأصابوا بجراح مختلفة (١٢) مواطنًا مدنيًا مسالمًا. الهجوم القذر الشرس استهدف مدنيين عزلًا بشكل مباغت. الهجوم الإرهابي كان هجومًا متعمدًا، ويهدف إلى إيقاع أكبر خسائر ممكنة بالسكان المدنيين، الذين لم يجدوا حماية من السلطة وأجهزتها.
إنه لمن المؤسف ألّا تتحرك أجهزة السلطة لحماية السكان، ومن المؤسف أنها لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع العدوان، ولديها سابقة قريبة العهد تحكي لها ما يجب أن تفعله، فقد كان هجوم المستوطنين الإرهابي على حوارة قرب نابلس وإحراق البيوت والمركبات درسًا كافيًا للسلطة لأخذ العبرة، وإعداد خطط تحمي المواطنين عند تكرار مثل هذه الموجة الإرهابية واسعة النطاق.
اتصال عباس برئيس بلدية ترمسعيا لشدّ الأزر أمر لا يكفي، ولا يسوغ عدم دفاع الأجهزة عن سكان المدينة. هذا الهجوم الغادر يمكن أن يتكرر في بلدات أخرى، لذا نريد خططًا جاهزة لحماية السكان عند تكرار هذه الجرائم. الكلام التضامني لا يكفي، والاستغاثة بدول العالم لا تكفي، بل ثبت أنها استغاثات غير مجدية.
من لا يستطيع حماية السكان عليه أن يترك منصبه لمن يستطيع أن يقوم بالواجبات الملقاة عليه. المواطنون يعرفون ضعف السلطة وخضوعها للاحتلال، ولكنهم لم يتصوروا حجم هذا الضعف، وترك حماية المواطنين، وكان يمكن لشرطيين من الأجهزة أن يوقفا هجمات هؤلاء الإرهابيين بزخة رصاص واحدة.
هذا ويجدر بفصائل المقاومة أن تستخلص العبرة من حوارة وترمسعيا، وأن تكون لديها خطط تمنع هذه الاعتداءات. هذا مطلب للمواطنين في ترمسعيا وحوارة وغيرهما، وهو أمر ممكن وليس مستحيلا. ومن يتصدى لاجتياحات الجيش في جنين ونابلس يمكنه أن يدافع عن البلدات التي يمكن أن تتعرض لمثل هذه الهجمات الإرهابية. المستوطن جبان، ولكنه يكون شرسًا إذا أمِن العقاب، وصاحب الحق شجاع، ولكن يلزمه التخطيط السابق قبل وقوع الجريمة.