كانت المرأة الفلسطينية ولا زالت تشارك الرجل وتسير معه جنبا إلى جنب في مسيرتنا النضالية، ولا زالت محط إعجاب وتقدير ممن حولها، كيف لا وهي التي أعطت نماذج عديدة في التصدي والكفاح والمقاومة؛ فهي الأم المضحية بفلذات أكبادها رخيصة في سبيل الله. وهي الزوجة والأخت الصابرة على فراق أحبتها.
وأثبتت فعاليتها في كل مجال من مجالات الحياة فهي المدرسة والمهندسة والإعلامية والطبيبة، وكان للعمل النقابي المؤسساتي الخدماتي نصيبا ودورا لا يقل أهمية عن غيره.
وكان لابد من مشاركتها في مضمار العمل النقابي الذي يلامس وبشكل كبير قطاعا واسعا من العاملات في شتى النقابات ليكون لهن صوت وممثل يوصل همومهن ويعمل على تحسين بيئة العمل وظروفها.
تواجه المرأة صعوبات في العمل النقابي مثلها مثل الرجل، ولن اتطرق لمشكلة التوازن والتنسيق ما بين البيت والاولاد والعمل النقابي، لأن المرأة أثبتت قدرتها على التنسيق بين هاتين المهمتين، لكن ما تواجهه المرأة والرجل على حد سواء هو سيطرة الدولة العميقة على بعض المؤسسات والنقابات ومراكز القوى بحيث يتم وضع الرجل في المكان حسب انتمائه وليس حسب ما يملك من خبرة أو مهارات تؤهله لهذا المنصب.
فالعمل النقابي بالذات يحتاج لصاحب الخبرة والمهارة والقدرات القيادية والإدارية والنقابية المتميزة.
في نقابة المهندسين تجري الانتخابات عادة كل ثلاث سنوات لاختيار لجنة فرع تمثل كافة التخصصات وكان نصيب النساء في الدورة الأخيرة اثنين من أصل سبعه في فرع نابلس فقط، وجاء هذا الاختيار نتيجة للعمل عدة سنوات في اللجان المساندة للجنة الفرع والتي يشارك فيها مهندسون متطوعون يعملون بشكل متوافق مع النقابة للنهوض بها وعمل مختلف الانشطة التي تهم المهندسين.
كما ويسجل لنقابة المهندسين والنقابات الفلسطينية أنه يقودها أول نقيبة من النساء في فلسطين م. نادية حبش، لذا كان الدعم بأفضل حالاته، فهي أقرب وتتفهم احتياجات المهندسات وظروفهن وعملت من خلال لجنة المهندسات المركزية على التنسيق المتواصل بين المهندسات في كافة الفروع وتوفير الورش والجلسات الحوارية التي تدعم المهندسة في عملها ومحاولة لتسليط الضوء وايجاد الحلول لبعض من المشاكل التي تتعرض لها المهندسة في بيئات العمل المختلفة.
وبسبب التوافق في الرؤية والنهج بين أعضاء اللجنة الحالية لفرع نابلس في نقابة المهندسين، يسير العمل ويرتقي بشكل سلس ممنهج للعمل على خدمة المهندسين كافة والمهندسات بشكل خاص من خلال لجنة المهندسات واللجنة العلمية.
وتعد لجنة المهندسات من أهم اللجان التي تستهدف المهندسات وابنائهن من خلال مختلف الانشطة العلمية والثقافية والترفيهية.
فكانت الأنشطة متعددة من ورش حرفية وترفيهية وثقافية وعلمية وتربوية، والأنشطة المكثفة في العطلة الصيفية من نادي رواد الهندسة الذي يستهدف أبناء المهندسين والمهندسات من كلا الجنسين، ويشرف عليه المتطوعون والمتطوعات من اللجان المساندة للنقابة، حيث يتعرف الأطفال على الهندسة من خلال الرحل والتجارب العلمية والثقافية المختلفة يقدمها لهم نخبة مختارة كل في مجاله.
وكان أيضا بازار المهندسات السنوي الذي يمد يده لكل مهندسة ذات عمل ريادي فيوفر المنصة ونقطة الانطلاق لمشروعها الريادي من خلال البازار الذي تعرض فيه عملها للجمهور، ويستمر الدعم بتطوير المهارات التسويقية والتقنية من خلال الورش المختلفة.
وأيضا اليوم الطبي الذي يتزامن مع شهر أكتوبر الوردي حيث توفر النقابة من خلال لجنة المهندسات طاقما لإجراء مختلف الفحوصات والاستشارات الطبية الخاصة بالمرأة.
وغيرها العديد من ورش الحرف اليدوية والتغذية والرياضة والخط والفنون. ومختلف الدورات العلمية التي تحتاجها المهندسة لتطوير عملها الهندسي.
رؤيتنا خدمة كافة المهندسات من خلال اللجان الفاعلة والمهندسات المتطوعات من كافة التخصصات ونعمل بشكل منسجم ينبذ الفئوية والحزبية.
ومن هنا أدعو كافة المهندسات للعمل التطوعي والانخراط في لجان النقابة المساندة ليكون لهن صوت وكلمه، فهذه اللجان هي من تبرز وتفرز قيادات العمل النقابي النسوي، وأن يضعن نصب أعينهن خدمة كافة المهندسات بلا محاباة أو تفرقة.
العمل النقابي هو نتاج تراكمي يحتاج منا أن نكمل مسيرة من سبقنا، وإن اختلفت الرؤية قليلا الا أن الهدف واحد. أن يكون لنا صوت قوي يدافع عن المهندسين ويطالب بحقوقهم، وأن تكون النقابة بيت لكافة المهندسين وملجأ. فلنعمل معا على تحقيق هذا الهدف ولنضع ايدينا بأيدي بعض للنهوض بنقابتنا، فقوتها من قوتنا وقوة وحدتنا.