لماذا ينزعجون من مقتل ثلاثة جنود، وهم يوميًّا يقتلون الفلسطينيين على الهوية، وعلى أدنى شبهة؟ هم يقتلون ويبررون القتل بمبررات سخيفة لا تصمد عند النقاش، هم يقتلون المصريين، والفلسطينيين، والسوريين، واللبنانيين، وغيرهم، ويتلذذون بالقتل، ويفتخرون به عند وقوعه، وأحينًا في مذكراتهم بعد سنيين من الحدث.
المقابر الجماعية للأسرى المصريين، ولأهلنا في طنطورة قبل سنين تعيد الألم إلى نفوسنا ولأحفاد القتلى، ومن ثم تتكون لديهم رغبة في الثأر والانتقام.
العربي بطبيعته يرفض الضيم، ولكنه قد يصبر عليه إلى حين؛ بسبب ضعفه أو قلة حيلته، ولكن لا ينسى حقه وثأره، وهو يبادر له حين تلوح له الفرصة المناسبة، وهذا كما يبدو ما دفع الجندي المصري للانتقام، فهو كما تذكر بعض الروايات ابن شهيد قتل على يد الإسرائيليين.
إن من يزرع قتل الآخرين وهو في حال قوته، عليه أن يتحمل قتل جنوده في حال ضعفهم، أو توفر ثغرة تسمح بالانتقام منهم.
(إسرائيل) تقتل في كل الجبهات، تقتل في سوريا، وتقتل في لبنان، وتقتل في الضفة وغزة، وقتلت في مالطا، ودبي، وإيران، واليمن، وقتلت في مصر الكثير، وهي لا تترك فرصة سانحة للاغتيال والقتل إلا وتغتنمها لتشبع رغبتها في القتل والدم! الموساد الإسرائيلي في أربيل بالعراق، وفي ديار بكر في تركيا يقتل، ويشجع على القتل، ويدرب الرجال والنساء على القتل، ومن كانت هذه سياسته وإستراتيجيته يجدر به أن يتوقع ردودًا حازمة على أفعاله، كرد الجندي المصري مؤخرًا.
(إسرائيل) دولة قامت على القتل، والقتل الذريع، كان ذلك في دير ياسين، والطنطورة، وبحر البقر، وغزة، وما زالت تمارس القتل خارج القانون، حيثما تمكن طيرانها من الوصول إلى الهدف، هي تقتل بكل وسائل القتل المعروفة، تقتل في البر والبحر، تقتل بالصاروخ، وبالقنبلة الموقوتة، وتغتال عربًا، ومسلمين، وفلسطينيين، وإيرانيين، وعراقيين حيثما أمكن في القارات الخمس، وما فعله الجندي المصري واحد من عشرة في المليون مما تفعله دولة الاحتلال، فلا داعٍ للتبرير ولا للتباكي، ومن يزرع المرَّ لا يجني العسل.