فلسطين أون لاين

قلعة القدس شاهدة على محاولات الاحتلال تزييف الهوية والتاريخ

...
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

لا ينفصل تحويل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قلعة القدس التاريخية التي تقع قرب منطقة باب الخليل في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، إلى ما يسمى "متحف قلعة داوود" عن محاولات تزييف هويتها التاريخية والحضارية.

وبتكلفة حوالي 50 مليون دولار، افتتحت سلطات الاحتلال، الاثنين الماضي، قلعة القدس بعد 10 سنوات من التنقيب وثلاثة أعوام من الترميم وإعادة الهيكلة تحت مسمى "متحف قلعة داود"، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية.

خطوة خطيرة

ويقول مدير مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر: إن تحويل الاحتلال قلعة القدس إلى "متحف يهودي" خطوة خطيرة جدًا، وتهدف إلى ترويج الأكاذيب على الآلاف من السياح الذين يزورون مدينة القدس سنويًّا.

وأوضح خاطر لصحيفة "فلسطين" أن إجراء الاحتلال يأتي ضمن الصراع والمعركة على المدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية، حيث يحارب الاحتلال على جبهة التاريخ والهوية، وتغيير الحقائق، وتقديم رواية كاذبة.

وبين أن الاحتلال يحاول فرض الرواية الصهيونية المشوهة على المقدسات والتاريخ الفلسطيني من خلال تزوير الحقائق وهوية المعالم، والتي من ضمنها تغيير أسماء الشوارع والأزقة بالقدس إلى أسماء عبرية.

ولفت خاطر إلى أن تفعيل قرار تحويل قلعة القدس إلى متحف يهودي مرتبط بوجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة التي تحارب الوجود الفلسطيني بأكمله، وكل من ينتمي للأرض الفلسطينية وتاريخها.

وشدد على أن مواجهة إجراءات الاحتلال تحتاج إلى جهد رسمي كبير لمواجهتها من خلال جهات مختصة، مشيرًا إلى أنه منذ توقيع اتفاق "أوسلو" عام 1993 غاب المستوى الرسمي عن مقاومة رواية الاحتلال في القدس، ومحاولته تشويه المعالم التاريخية والدينية.

صبغة تهويدية

من جهته، أكد الباحث المقدسي، فخري أبو دياب، أن سلطات الاحتلال تحاول إضفاء صبغة تهويدية على معالم القدس، من خلال تغيير أسماء الأماكن التاريخية، وترويج روايات كاذبة حول أحقيته في المدينة.

وأوضح أبو دياب لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يجري حفريات داخل قلعة القدس منذ 10 سنوات، بهدف خلق رواية مضللة على أنها كانت جزءًا من التراث اليهودي وتاريخه المزور.

وأشار إلى وجود مسجد إسلامي داخل قلعة القدس أضاف الاحتلال بصمات يهودية إلى مآذنه، وحوّل الأجزاء الداخلية منه إلى متاحف توراتية، إضافة لبناء معالم جديدة تخدم روايته المزورة.

ولفت أبو دياب إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تضخ ميزانيات ضخمة لتغيير المعالم التاريخية في مدينة القدس، وصياغة تاريخ جديد يتماشى مع روايات الاحتلال.

المصدر / فلسطين أون لاين