فلسطين أون لاين

​حقٌ أجوف

...
صورة تعبيرية
بقلم / آلاء المقيد

كثيرةٌ هي المواقف والظروف التي تدفع المرء مضطراً لاتخاذ قراراتٍ بشأنها, والقول "نعم" في أشد اللحظات التي يجب أن يقول فيها "لا" بملء فيه, لكن ثَمة ما يمنعه من ذلك, خوفٌ وتردد من شبحٍ اسمه المجتمع؛ ونتيجة هذه الكلمة البسيطة ؟! انقلاب حياته رأساً على عقب.

عندما يُفترض أن تقول المرأة قرارها بـ "لا" في مواقف استدعت هذه الكلمة بما فيها من قوة, يقِف المجتمع حينها "حامي الحمى" ويُغرمها على قول "نعم".. نعم لأمورٍ لا تريدها ولا ترى نفسها فيها.. نعم لحياةٍ لا تشبه حياتها! ولتفكيرٍ لا يقرب من تفكيرها! "نعم" .. لأن المجتمع أراد أن يحميها .. من ماذا؟! لا أحد يدري ربما من نظرته القاصرة .

كم هو صعبٌ أن تسلك طريقاً فُرض عليك بينما رغبتك أن تكون في آخر, وتدفع أنت وحدك ثمنه لاحقاً, فلن تتذوق بعدها السعادة, لن تضحك من قلبك, ولن تكون على طبيعتك, ستكون غريباً عن نفسك, تشتاق لها كثيراً دون القدرة على العودة إليها لأن " نعم" غيّرت مجرى حياتك.

عزيزتي المرأة، إن كلمة "لا" في موضعها الصحيح لن تُخسرك حياتك ولا مكانتك بين عائلتك وأصدقائك ولا حتى في مجتمعك الذي يُرغمك على قول العكس, هو فقط يُروضك على قول "نعم" دائماً لأن عادة المجتمعات الشرقية تكون وصيةً على المرأة, لكن إذا ما أثبتِّ له أن "لا" في بعض القرارات مستحيل أن يتم التفاوض عليها لتُصبح "نعم", وإذا ما منحتِ قرارك هذا بالقوة .. حينها فقط سيقف معك نحو طموحك ونحو تعزيز نفسك وربما تُصحبين رمزاً يُحتذى به, هذه هي مجتمعاتنا العربية ببساطة .

مفاتيح حياة المرء مِلكه وحده, هو أعلم الناس أي الطرق أنسب لنجاحه, وأي القرارات أكثر مواءمة من غيرها, فلِمَ يُسلب من المرأة حقها في امتلاك هذه المفاتيح؟!, وهنا لا أنفي ضرورة أن يكون لكل واحدٍ منا بطانة استشارية مكونة من العائلة والأصدقاء وذوي التجارب للاستفادة من خبراتهم في صقل قراراتنا, والاستفادة بقدرٍ معقول دون أن نخسر ذواتنا ونخذل أنفسنا تدريجياً .

لذا لا تخافي من "لا" حين يُجبرك المجتمع على تخصص لا ترين طموحك فيه بالجامعة, فهو لن يحتمل عنك عبء الاختيار الخاطئ فيما بعد, ولا تخافي من "لا" القوية حينما لا ترين في الرجل المتقدم لخطبتك المواصفات التي ترغبين بها في شريك حياتك, ولا لأن عمرك وفقاً للعداد المجتمعي قد فاته قطار الزواج, فالمجتمع لن يقِف سنداً لك في مستقبلك المليء بالمشاكل الزوجية, بل سيُغرمك حينها على " البقاء تحت ظل رجل" حفاظاً على أولادك وسمعتك؛ اسعي إلى حياتك كما يجب وكما تُحبين وتمسكي بعادات مجتمعك التي تُنصفك, ولا تقولي " نعم" وداخلك "لا " تصرخ فالحق الذي لا تحميه قوة هو حق أجوف .