فلسطين أون لاين

​ذوو الاحتياجات الخاصة يتسابقون في تجاوز إعاقاتهم

...
صورة أرشيفية
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

كابدت أماني جعرور مشقة إعاقتها الدائمة وشاركت في سباق التحدي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إحياء ليومهم العالمي، على أمل أن تثبت للمجتمع المحلي أن "الإعاقة لا تعيق طموحهم ولا تقف حاجزاً أمام أحلامهم".

وتعاني جعرور (19 عاما) من ضمورٍ في عضلات القدمين مما شكل لها حالة إعاقة دائمة ولكنها رغم ذلك تخوض غمار الحياة وتطور من قدراتها الذاتية، مؤمنة أنها تتساوى في الأحلام والطموحات؛ وفي روح الإرادة والتحدي مع الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أي إعاقة جسدية.

وقالت جعرور لـ "فلسطين" :"قد تجد شخصاً سليماً عاجزاً عن تحقيق طموحه ولا يمتلك روح الإرادة، بعكس شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالصحة الجسدية ليست مقياساً لتحقيق النجاح، فمن أراد الأخير سيعمل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك"، مطالبةً المؤسسات المعنية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بتوفير متطلبات الحياة الكريمة لهم.

وإلى جوارها جلس محمود سكر (32 عاماً) على كرسي متحرك بعدما فقد قدمه اليسرى نتيجة استهدافه مباشرةً من طائرة استطلاع اسرائيلية خلال الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة صيف 2014، مما أصابه بشظايا في أنحاء مختلفة من جسده.

سُكَّر أب لـ (3 أولاد وبنت) يعمل في مجال الإنشاءات والبناء، ولكنه فقد مصدر دخله الوحيد إثر إصابته التي تسببت لها بإعاقة دائمة، ومنذ ذلك الوقت يعتمد في توفير متطلبات الحياة على المساعدات المتقطعة التي يتلقاها من شقيقه وأهل الخير.

وقال "مشاركتي اليوم ليست هي الغريبة كما يراها المارة في شوارع غزة، إنما قلّة الفعاليات التي تقيمها المؤسسات المجتمعية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة هي الغريبة"، مضيفاً: "من حقنا أن نشارك في فعاليات مستمرة غير متقطعة، نثبت وجودنا من خلالها ونذكر الجميع أن هناك فئة أنتم تهمشونها لديها طاقات وإنجازات".

وتابع "نأمل أن نشهد في الفترة القادمة احتضانا لمطالبنا وتوفير المزيد من الأنشطة الداعمة لنا نفسياً وجسدياً، بما يساهم في إعادة دمجنا في المجتمع، وتغيير نظرة الناس لنا على أننا "معاقون".

فقط في يومهم العالمي

أما حامد أبو علوان لاعب كرة سلة في الهلال الأحمر الفلسطيني، ولاعب كرة جلوس في منتخب فلسطين، فاعتبر المشاركة بالماراثون تهدف إلى إلقاء الضوء على معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة بغزة، كونها فئة مهمشة تزداد معاناتها يوماً بعد يوم.

وذكر أبو علوان أن التهميش والاهمال المجتمعي يؤثران نفسياً على الأشخاص ذوي الاعاقة، فهم يقضون أوقاتهم متقوقعين داخل منازلهم، دون أي أنشطة يفرغون خلالها طاقاتهم الإيجابية"، مبيناً أنه تمكن في السنوات الماضية من المشاركة في محافل دولية رغم الإعاقة الناتجة عن إصابته برصاص جيش الاحتلال عام 1993.

وتساءل: "لا أحد يهتم بمعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا في يومهم العالمي، فتجد عشرات الفعاليات والأنشطة، لماذا؟"، مضيفاً بنبرة غاضبة: "حوالي 150 ألف معاق بغزة أين هي حقوقهم التي تصل إليهم من تلك الجمعيات؟".

تفريغ طاقات

بدوره، قال مدير عام الشؤون الرياضية في وزارة الشباب والرياضة عامر أبو رمضان إن الماراثون يسعى لحث الشباب المعاق على ضرورة وأهمية المشاركة في الفعاليات الرياضية، مؤكداً أن وزارته تجتهد مع مؤسسات المجتمع المدني لفرد مساحات لتفريغ الطاقات في أمور إيجابية.

وأضاف أبو رمضان خلال كلمته: "يشارك نحو 100 شاب وشابة من ذوي الإعاقة الجسدية، وقُسّم الماراثون إلى قسمين: الأول ماراثون باستخدام الكراسي المتحركة، والآخر بـ"الجري" لذوي الإعاقة ممن يعانون من بتر في أقدامهم، وقادرين على المشي على قدمٍ واحدة، أو ركّبوا أطرافاً صناعية تعينهم على المشي".