فلسطين أون لاين

صفد.. مَنشأ الفدائي فؤاد حجازي

...
مدينة صفد - أرشيف
غزة/ أدهم الشريف:

في أقصى شمالي فلسطين تقع مدينة صفد التي تعد من أقدم المدن الفلسطينية المحتلة، أسَّسها الكنعانيون، واسمها القديم "صفت"، أي العطاء أو الوثاق، وتبلغ مساحتها قرابة 30 كيلومترًا مربعًا، وترتفع عن سطح البحر 900 متر.

على مقربة منها يقع جبل الجرمق الأعلى في فلسطين، إذ يرتفع أكثر من ألف ومئتي متر عن سطح البحر.

تحظى مدينة صفد بتاريخ عريق، فقد ورد ذكر صفد في نقوش فرعونية تعود للقرن الـ 14 قبل الميلاد، وعرفت المدينة في العهد الروماني باسم "صيفا" ويعني القلعة الحصينة، كما ورد ذكرها في المخطوطات الإسلامية بالقرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي).

وضمَّ قضاءُ صفد في عهد الانتداب البريطاني 84 قرية، في حين كانت تحتضن المدينة العديد من النوادي الرياضية والجمعيات السياسية السرية المناهضة للاحتلال الإنجليزي و"الصهيوني" وعملائه.

تاريخيًا، احتل الصليبيون صفد في القرن العاشر للميلاد، وأقاموا فيها قلعة لعبت دورًا كبيرًا في الحروب الصليبية، بفضل إشرافها على شمال الجليل وطريق دمشق، وجبلي كنعان والجرمق، واستطاع صلاح الدين تحريرها عام 1188.

واحتفظت المدينة طوال العهد المملوكي بوضعها بصفتها إحدى نيابات السلطنة في بلاد الشام، ومحطة من محطات البريد المحمول بالحمام الزاجل بين الشام ومصر، وفي عام 1918 خضعت صفد لحكم الاحتلال البريطاني.

بحلول 16 أبريل/ نيسان 1948، انسحب الانتداب البريطاني من صفد، وشهدت المدينة معارك شوارع طاحنة امتدت من بيت إلى بيت، بين الفلسطينيين والعصابات "الصهيونية" المسلحة والمدربة من بريطانيا، إلى أن سقطت بأيديهم يوم 12 مايو/ أيار.

وفي عهد الانتداب البريطاني بلغ عدد سكان صفد 13386 نسمة، وتقلص بسبب عمليات التهجير القسري بعد النكبة حتى وصل إلى 2317 وفق معطيات تاريخية.

وتعبر أراضيَ صفد أربعةُ أنهار هي: حصبايا وبانياس والدان والبريغث، وتنبع من جبل الشيخ، شمالي فلسطين، وتصب في نهر الأردن، وتشتهر بأشجار اللوز والزيتون والعنب والبساتين وينابيعها الكثيرة.

تضم صفد عددا من المعالم التاريخية العريقة كالمسجد الأحمر المشيَّد من أحجارٍ حمراء مصقولة، وجامع الشيخ نعمة، وجامع الحمام العنبري، إضافة إلى جامع الأمير فيروز.

وقد نشأت فيها صناعة اللباد معتمدة على الأصواف التي توفرها أغنام المنطقة، واشتهرت بصناعة الخضر والكراسي من نباتات سهل الحولة المائية، ومن رجالاتها -كما يذكر تاريخ فلسطين- الشهيد فؤاد حسن حجازي، الذي أعدم مع رفيقيه محمد جمجوم وعطا الزير سنة 1930 لمشاركته في ثورة البراق، ففؤاد هو ابن صفد، خريج الجامعة الأمريكية في بيروت آنذاك.

ما زالت معظمُ بيوت الفلسطينيين في مدينة صفد كما هي منذ النكبة، تنتظر أصحابَها، الذين لن يتنازلوا عنها أبدًا.

وتتعدد بلدات وقرى مدينة صفد، ويبلغ تعدادها جميعًا 99 قرية، بينها 21 قرية مهجرة، و74 قرية أزالها الاحتلال، أما عن عدد قراها الحالية فهو 4 فقط، كما هو موثق في موسوعة القرى الفلسطينية.

ومن قرى صفد: آبل القمح، البُطيحة، البُوْيزِيّة، الجاعونة، الجش الحسينية، الحمراء، الخالصة الخصاص، الدرباشية، الدردارة، الدوارة، الرأس الأحمر، الريحانية، الزنغرية، زحلق، الزوق التحتاني، الزوق الفوقاني، الزاوية، السموعي، السنبرية، الشط، الشوكة التحتا، الشونة، الصالحية، الصَيَّادة، الظاهرية التحتا، الظاهرية الفوقة، العباسية، العريفيّة، العَزَزِيّة.

ومنها أيضًا: المفتخرة، الملاحة، المنشية، المنصورة، الميس، الناعمة، النبي يوشع، الويزية، بيريا، بيسمون، تليل، جاحولا، جب يوسف، حرفيش، خان الدوير، خربة أبو زينة، خربة أبو لوزة، خربة الحقاب، خربة العُقَيْبَة، خربة المُنْطار، خربة كَرّازَة، خربة وقّاص، خيام الوليد، دفنة، ديشوم، سبلان، سعسع، صفصاف، صلحة، طوبا الزنغرية، عرب الزييد، عرب الشَمَالنَة، عرب المحمدات، عرب الحمدون (الهَراوي)، عرب النميرات، عين الزيتون، عَكْبَرَة الجديدة، غَبّاطيَّة، البَقَّارَة، كفر برعم، ماروس، مزارع الدَّرَج، خربة الهَرَّاوّي، عرب الحمدون، وادي الحنداج.

المصدر / فلسطين أون لاين