نتنياهو يهدد غزة من جديد فيقول: كل من يتعرض لمسيرة الأعلام غدًا الخميس فهو مهدور الدم، ويقول المسيرة ستسير في البلدة القديمة بحسب ما هو مخطط لها.
هذه التهديدات لها وجهان: الأول إرضاء اليمين المتطرف المشارك في الحكومة، والثاني ركوب حصان البطولة المزعومة بالعدوان الأخير على غزة ومباغتة الجهاد الإسلامي بضربة مفاجئة وقتل بعض من قادته العسكريين.
الوجهان تنبه لهما قادة عسكريون ومحللون عسكريون حيث تناولوا في مقالاتهم عن حرب الأيام الخمسة في (٩) مايو ٢٠٢٣م على غزة، وأكد عدد منهم أن الحرب بدأتها حكومة نتنياهو بغرض (علاج الأزمة مع ابن غفير واليمين المتطرف) الذين وصفوا نتنياهو بالضعف والجبن. وبعبارة أخرى يمكن القول إن نتنياهو استخدم الدم الفلسطيني لترميم حكومته، وحمايتها من الانهيار. وهؤلاء المحللون قالوا: إن الجهاد الإسلامي في تلك اللحظة لم يكن يمثل خطرًا عسكريًّا على الدولة بحيث يقتضي الدخول في معركة، ووضع ثلث سكان (إسرائيل) في الملاجئ لخمسة أيام.
وترى صحف عبرية أنه لا بطولة لنتنياهو في هذه الحرب، فكيف يمكن أن تنسب له بطوله وهو يملك أقوى قوة في الشرق الأوسط، ولديه جيش يملك أكثر الأسلحة تقدما وتقنية، ويواجه بها صواريخ بدائية من صناعة ورش بدائية وحدادين، وما زالت غزة على حالها معضلة (إسرائيل) التي لا يملك لها نتنياهو وجيشه المتقدم في التقنية حلًا.
غزة قاتلت في (١٦) معركة عسكرية منذ ٢٠٠٦م وفي كل معركة كانت حكومات (إسرائيل) تزعم أنها انتصرت وردعت المقاومة وقتلت قادتها العسكريين، ولكن بعد هذه المعارك ما زالت غزة تقاتل، وما زالت المعضلة على حالها بدون حلّ، ولأنها بدون حلّ هدد نتنياهو من يتعرض لمسيرة الأعلام بالقتل وهدر دمه.
إن معنى كلام نتنياهو وتهديده أن غزة ما زالت تبعث الخوف في (تل أبيب)، وما زالت (إسرائيل) بلا حلول جذرية لذا هي تهدد، وهذا يعني أيضًا أن كل المعارك السابقة كانت محدودة في إنجازاتها، أو فاشلة بنسب عالية لا سيما في نظرية الردع بحسب ما يفهمها الإسرائيلي، وفي تحقيق الأمن والاستقرار .