فلسطين أون لاين

​إدارة الذات نحو شخصية مميزة

...
صورة تعبيرية
بقلم / زهير ملاخة (أخصائي صحة نفسية)

هل تفهم نفسك جيدا؟ تعي قدراتك؟ قادر على تنظيم أفكارك وتحديد أهدافك؟ هل أنت كما تريد أنت؟.

كثيرٌ من الأسئلة والاستفسارات التي يتساءلها البعض عن الآخر أو حتى الإنسان مع نفسه خاصة في لحظات الشعور بالتشتت أو التعثر أو الغفلة أو أثناء التخطيط والتحضير للوصول للتميز.

فوصول الفرد منا لمرحلة يشعر من خلالها بالتميز والسمو والرفعة والرضا؛ والتقدير من قبل الآخرين من خلال قدرته على وعيه واستبصاره بدوره وقيمته وأهميته واكتشاف قدراته وطاقاته والقدرة على تنظيمها وحسن استغلالها وتوجيهها ليحقق لنفسه أهدافه التي رسمها لنفسه ويصبح ذا دور وأثر في أي مكان ودور حل فيه.

أفكاره وحديثه وأساليبه الحياتية والمعرفية ونتائج أعماله ورؤيته وإمكانياته النفسية وسبل التحكم فيها وتوجيهها وتشكيل شخصيته بجوانبها المختلفة بشكل هادف وجذاب ومؤثر ومقبول بالإضافة إلى حسن فهم الآخرين والتعامل معهم يجعله يصل بنفسه لمستوى من التوافق الجيد وتشكيل شخصية عاملة هادفة بناءة, مميزة, طموحة, ترتقي وتنهض بجوانبها وأثرها بين فترةٍ وأخرى.

هذه الرسالة الكبيرة التي يسعى إليها الفرد في حياته لا يمكن لها أن تكون إلا بذات طابع متفاعل مقبول وجوانب نمائية مميزة يوجد فهم لها وقدرة على استغلالها وحسن توجيهها.

وكي يرسم الفرد طابعا خاصا لنفسه ومستوى أداء مميز "الذات" لا بد من وعي وقدرة على المعرفة المسبقة بالقدرات والإمكانيات وكيفية استخدامها وتوجيهها لتحقيق الأهداف المرجوة .

ولكي نرسم طريق النجاح الدائم في حياتنا عن طريق الفهم الجيد لذواتنا والقدرة على إدارتها وتطويرها واستغلالها لا بد من مراعاة أمور مهمة منها :

- إدراك الفرد لقيمته ودوره وأثره مع نفسه والآخرين .

- يرسم الفرد لنفسه صورة: ماذا يجب أن يكون وما يستطيع أن يفعل ويبدأ في تحديد أهدافه .

- الوعي الذاتي والحديث الداخلي والاستبصار بكل ما تحمل من قدرة وحالة عقلية وجسدية ونفسية داخلية.

- تشكيل مفاهيم عقلية تحمل الايجابية عن الذات والحياة والمجتمع وتحقيق الجانب الديني والإيماني اثناء ذلك التفكير.

- البدء بالتسلح بالصفات الايجابية وجعلها شعار حياة لا تغيب عن الأذهان.

- معرفة مهارات التخطيط والتنظيم والمهارات الحياتية للتعامل مع الحياة بحسب ما نملك وما هو متوفر.

- أن نؤمن إيمانا كاملا بما أعطانا ومنحنا إياه الله ونعمل على تطويعه والتباهي به دون تردد أو خجل أو إهمال أو نقص لقدر أو قيمة .

- معرفه أساليب وطرق التحكم والسيطرة الانفعالية وطرق التفكير السليم ومعرفه المجتمع بكل جوانبه وأنماط الشخصيات وسبل التعامل معها .

وبالتالي الرضا وجعل القيم الجميلة هي الحاكم الأساس في عملية إدارتنا لأنفسنا يعتبر محرضا ايجابيا نحو بناء الذات وتطورها والعمل على إعلائها لأنه لا يمكن لتلك القيم أن تسمح لصاحبها بأن تكون حاله الانهزام أو الفوضى.

بهذه الطريقة وذلك الشكل التفكيري وشكل الاعتقاد وما نتبناه من معانٍ ومفاهيم بالإضافة إلى حسن الاستفادة من الآخرين وتحديدهم كل ذلك يدفعنا نحو مستقبل مشرق, بنَّاء, وأكثر توافقاً وتفاؤلاً وإيماناً وأقل تأزماً وأكثر ذكاء ومرونة في التعامل مع الأحوال وبهذا نستطيع أن نأخذ بأنفسنا نحو دور وأثر حياتي واجتماعي وعملي ونفسي جميل وبناء ومميز.