فلسطين أون لاين

تقرير عامان على "هبة الكرامة".. الاحتلال ينتقم من فلسطينيي الداخل عبر تكثيف اعتقالاتهم

...
فعالية لإحياء ذكرى هبة الكرامة في اللد المحتلة- أرشيف
الناصرة- غزة/ نور الدين صالح:

تصعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقالاتها التعسفية ضد فلسطينيي الداخل المحتل منذ أحداث "هبة الكرامة" التي انطلقت قبل عامين تزامنًا مع معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في قطاع غزة في مايو/ أيار عام 2021، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح.

وبالرغم من مرور عامين على انطلاق الهبّة الشعبية إلا أن تبعاتها لا تزال حاضرة حتى اليوم، إذ تكثف سلطات الاحتلال من اعتقالاتها ضد الشبان في مختلف مدن الداخل المحتل على ذات الخلفية، وسط مخاوف إسرائيلية من تجددها مرّة أخرى.

وكانت الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل تداعت إلى الشوارع، وشهدت المدن والبلدات مواجهات عنيفة، تنديدًا بالعدوان على غزة والمسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح.

واستشهد الشاب موسى حسونة في مدينة اللد في "هبّة الكرامة" في حين أُصيب المئات، واعتقال جهاز "الشاباك" وشرطة الاحتلال قرابة 3 آلاف شاب، جرى الإفراج عن عددٍ منهم، ولا يزال حوالي 200 منهم معتقلين يواجهون أحكامًا إسرائيلية جائرة.

ويروي أحد المُعتقلين وأُفرج عنه لاحقًا، أن "20 جنديًا ملثمًا اعتقلوني الشهر الماضي عند الساعة الرابعة فجرًا، على خلفية هبة الكرامة، بعد مداهمة منزلي الواقع في مدينة عسقلان المحتلة".

وقال "عزيزي" الذي اكتفى بهذا الاسم: إن قوات الاحتلال صادرت هاتفه المحمول وكل الأجهزة الإلكترونية الخاصة به، ثم وضعوا عصبة على عينيه واقتادوه إلى سجن "عسقلان".

وبيّن أن سلطات الاحتلال وجهت له تهمة قتل جنديٍ في "هبّة الكرامة" وسيُحاكم عليها بالسجن 20 عامًا، وهو ما نفاه "جملةً وتفصيلًا"، عادًا ذلك ضمن الحرب النفسية التي تعرض لها.

اقرأ أيضًا: دعوات لمظاهرة حاشدة اليوم في الداخل المحتل إحياءً لهبة الكرامة

وأوضح أنه تعرّض لسلسلة من التحقيقات التي امتدت أكثر من 20 ساعة يوميًا، ضمن سياسة الضغط التي يمارسها الاحتلال ضده لإجباره على الاعتراف التهمة التي حاولت تلفيقها له.

وأشار "عزيزي" إلى أن سلطات الاحتلال زجته في زنزانة لا تتجاوز مساحته متر ونصف، عدا عن التحقيق معه بشكل متواصل من المحققين الذين لم يتوقفوا عن الصراخ في وجهه طيلة تلك المدة، لافتًا إلى أنه أمضى 35 يومًا متنقلًا بين الزنزانة والمحاكم، حتى الإفراج عنه.

سياسة انتقام

وعدّ عضو طاقم المحامين في الدفاع عن معتقلي هبة الكرامة في الداخل المحتل تيسير شعبان، أن استمرار سياسة الاعتقال بحق المشاركين في "هبة الكرامة"، يندرج ضمن انتقام حكومة الاحتلال منهم.

وبيّن شعبان لصحيفة "فلسطين" أن حوالي 200 معتقل يتعرضون لتهم باطلة تلفقها لهم محاكم الاحتلال منها قتل مستوطن في اللد وإحراق سيارات وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة وإلقاء حجارة صوب المستوطنين.

وأوضح أن الاحتلال يسعى للانتقام من شباب "هبة الكرامة" الذين شاركوا في الوقفات التضامنية مع شعبنا في غزة والضفة والقدس.

وشدد على أن "المعتقلين يعانون ظلم السجانين وممارسات إدارة السجون العنصرية".

بدوره أكد عضو لجنة المتابعة العليا محمود مواسي، أن فلسطينيي الداخل لا يزالون يدفعون فاتورة باهظة لـ"هبة الكرامة" التي انطلقت قبل عامين، ولا سيّما أن الاحتلال زجّ بالمئات منهم في سجونه.

وأوضح مواسي في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن 200 معتقل ومعتقلة في سجون الاحتلال على خلفية أحداث الهبة حُكم على عددٍ منهم بمدد تتراوح بين 10- 15 عامًا، إضافة إلى فرض الغرامات الباهظة.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يصدر أحكامًا قاسية بحق شقيقين من عكا على خلفية "هبة الكرامة"

وبيّن أن سلطات الاحتلال زادت عنادًا وعنصرية في إلحاق الضرر بفلسطينيي الداخل المحتل وذلك عبر حكومة المستوطنين المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو الحالية، مستهجنًا تلفيق التهم الكاذبة بحق الفلسطينيين.

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال لا تزال تصدر قوانين عنصرية تضيّق الخناق على المواطنين ضمن سياستها الرامية لكبح هبات فلسطينيي الداخل ومحاولات الالتحام مع أبناء شعبهم وقضاياه.

وشدد مواسي على أن حكومة الاحتلال تتعامل بازدواجية معايير ضد الفلسطينيين إذ أنها تفرض أحكامًا عالية على المعتقلين منهم في المقابل تُفرج عن المستوطنين ممن ارتكبوا الجرائم أو تصدر بحقهم أحكامٌ مخففة.

وعدّ قضاء الاحتلال "أداة في يد المؤسسة الإسرائيلية" وبالتالي هو يدار من مؤسسة أمنية تحرض على الفلسطينيين.

وأكد مواسي أنه بالرغم من ممارسات الاحتلال العنصرية "لن نتنازل عن الثوابت الوطنية وسنواصل حقنا في الدفاع عن أرضنا، وسنبقى نطالب بحقوقنا التي كفلها القانون الدولي لنا".