يعود حارس المسجد الأقصى المبارك أحمد صغيّر، بذاكرته إلى الوراء وتحديدًا قبل عامين، لاعتداءات جنود الاحتلال الإسرائيلي على المصلين والمرابطين في المسجد، وتهديد قوات الاحتلال بهدم منازل حي الشيخ جراح.
ويصف صغيّر تلك اللحظات بـ"أوقات سيئة وصعبة" سادت المقدسين والمرابطين في الأقصى مع تصاعد جرائم الاحتلال ومستوطنيه الذين كانوا يتحضرون لما تسمى "مسيرة الأعلام"، التي ستجوب شوارع القدس والبلدة القديمة.
وقال لصحيفة "فلسطين": وفجأة دكت صواريخ المقاومة وقتها مواقع الاحتلال في القدس، "فشاهدنا هروب آلاف المستوطنين إلى الغرف المحصنة والملاجئ، وشاهدنا الخوف والرعب بينهم، فتحولت أوقاتنا السيئة إلى أوقات عز وكرامة".
وعدّ صغيّر معركة "سيف القدس" رافعة للعاصمة الفلسطينية، بل لكل العرب والمسلمين.
وبدأت المعركة في العاشر من مايو/ أيار 2021، بتوجيه كتائب القسام في تمام الساعة السادسة مساءً ضربة صاروخية تجاه مواقع للاحتلال في مدينة القدس، ردًّا على جرائمه التي تصاعدت وتيرتها بحق المسجد الأقصى وسكان الشيخ جراح.
واستذكر المقدسي عيسى المغربي لحظات وقوفه أمام منزله في حوش المغاربة المقابل لساحة البراق، "فكانت الاستعدادات في الساحة من قبل جماعات الهيكل المزعوم قد انتهت، وتم إحضار مكبرات الصوت وإطلاق الأغاني العبرية لاستقبال آلاف المستوطنين".
وقال المغربي لصحيفة "فلسطين": "كنت أشاهد تلك اللحظات بنفس حزينة... كيف سيكون الحال عند اقتحام هؤلاء ساحة البراق والمسجد الأقصى؟ فكان نصر المولى في تمام الساعة السادسة مساء بإطلاق المقاومة صواريخها من غزة".
وأشار إلى أن إطلاق صواريخ "العز والكرامة" آنذاك أخفى كل المظاهر الاحتفالية للمستوطنين، فتحولت ساحة البراق إلى "ساحة أشباح".
اقرأ أيضاً: "حماس": سيف القدس سيظل مشرعًا حتى التحرير والعودة
ووصف المغربي تلك الأوقات بـ"أسعد اللحظات" التي عاشها في مدينة القدس.
واعتبر المصور المقدسي خالد اغباري معركة "سيف القدس" رافعة للمقدسيين والمسجد الأقصى.
وأشار اغباري إلى أن الحملة الإسرائيلية كانت مسعورة قبل بدء المعركة، وطالت تلك الاعتداءات المقدسيين ومنازلهم والمصلين في الأقصى، "حتى لا يتم التشويش على المسيرة، فكانت معركة سيف القدس لهم بالمرصاد".
معادلة جديدة
وبحسب نائب المدير العام للأوقاف في القدس المحتلة د. ناجح بكيرات، فإن معركة "سيف القدس" أعادت الهيبة للمدينة والمقدسيين في ظل تعمد الاحتلال تهويد القدس وشوارعها.
وأكد بكيرات لصحيفة "فلسطين" أن المقاومة نجحت وقتها بإفشال المسيرة المركزية للمستوطنين، ومنع جماعات "الهيكل" المزعوم من التغول على المقدسيين.
وقال: إن تلك المعركة أبدلت حزن المقدسيين والمرابطين في الأقصى إلى أوقات فرح وشعور بالعز والكرامة، لافتًا إلى أن المعركة أثبتت معادلة: "هناك من يستطيع حماية المسجد الأقصى ومدينة القدس".
وأضاف: "سيف القدس" حطمت "الرواية التوراتية" التي تتضمن التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، كما أنها عززت صمود المقدسيين وحمايتهم.
وشدد بكيرات على أن تلك المعركة التي خاضها شعبنا في غزة والضفة والداخل المحتل عززت من مكانة الأقصى، وأن أي اعتداءات على المسجد سيكون له تداعيات خطيرة.