هل ثمَّ فخر وفرح بقتل الأطفال؟ نتنياهو وأركان حكومته يقولون: نعم، هم فرحون لأنهم قتلوا أربعة أطفال، وأربع نساء، وأربع أزواج وهم نائمون، ومستغرقون في النوم وذلك قبيل صلاة الفجر، في الثانية والنصف بعد منتصف الليل.
القناة العبرية رقم (١٣) توقفت عند الأطفال، فخرجت بمَنشيت عريض قالت فيه: نتنياهو يأمر بقتل الأطفال، صحيفة معاريف، ووسائل تواصل اجتماعي، ورسميون شنَّوا هجومًا على القناة (١٣)، لأن فيما قالته ما يفسد فخرهم وفرحتهم ولو بنسبة بسيطة.
السؤال العقلي يقول: إذا كنتم تفتخرون باغتيالات ٩ مايو ٢٠٢٣م وتعدونها إنجازًا فلماذا تهاجمون من ذكركم بأن قتل الأطفال والنساء وهم نائمون لا بطولة فيه ولا فخر؟ القتل للأطفال والنساء كان معلومًا لكم قبل قصف البيت، فهو قتل متعمد للأطفال، لأن الأب المستهدف بالاغتيال نائم مع أسرته، ولا سبيل لقتله في هذه الحالة إلا بقتل أسرته: أطفاله وزوجه، وهذا قتل معيب، ولا فخر فيه، ولا يقوم به إلا رجل عنصري حاقد.
ثمّ إذا كنتم تحتجون بقتل الرجال الثلاثة لأنهم عسكريون، فبماذا تحتجون لقتلكم الدكتور جمال وزوجه وابنه طالب الطب، وهم نائمون، ولا علاقة لهم بالعمل العسكري؟ لا حجة لكم، إن القتل عندكم هدف وغاية بسبب عنصريتكم، في عرفكم كل فلسطيني يستحق القتل على الهوية رجلًا كان أو امرأة، طفلًا كان أو صبية. الفلسطيني الميت أحب إليكم من الفلسطيني الحي.
دولتكم بلا قِيم ولا أخلاق، وحكومتكم سادية بلا قيم ولا أخلاق. المشركون من عرب الجاهلية كانوا أكثر رجولة وقيمًا وأخلاقًا منكم، كان الجاهلي يقتل من يقاتله، ولكنه يرفع سيفه عن الطفل وعن النساء، ومع أنكم أهل كتاب محرف، فأنتم لم تصلوا لأخلاق الجاهليين ولا لرجولتهم.
إن قتل الأسر وهي نائمة، وقتل الأطفال والنساء وهم نائمون، هي أخطر التحولات في معادلات الصراع، فهل تريدون أن تجروا المقاومة لهذا المستنقع، بعد أن رفعت سيفها عن النساء والأطفال التزامًا بقيم الإسلام، وكان المقاوم الفلسطيني يعرّض نفسه للخطر حتى لا يقتل طفلًا قتلًا متعمدًا.
ألا تخشون العودة للقصاص: الرجل بالرجل، والمرأة بالمرأة، والطفل بالطفل، والأسرة بالأسرة، والخوف بالخوف، والبادئ هو الأظلم، لقد قتلتم أطفال مدرسة البقر، وذبحتم أطفال دير ياسين، ولم يعاقبكم المجتمع الدولي، ولم تردعكم قيم الدين، وها أنتم تقتلون أُسرًا فلسطينية وهي في نومها ليلًا، ثم تفتخرون بالقتل، وتهددون بالمزيد، وتزعمون في الغرب أنكم من المجتمعات الديمقراطية، ذات القيم، المحافظة على حقوق الإنسان.
أنتم لستم من المجتمع الإنساني، ولا من مجتمعات القيم والأخلاق. أنتم أقرب للمغول الوثنيين، وللنازيين الذين حرقوا أجدادكم، المشركون في الجاهلية أفضل خلقًا منكم القناة (١٣) ذكرتكم بشيء من عاركم، فنبهت قلمي لأكتب في عاركم وعيبكم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.