يوافق اليوم الأربعاء، 10 مايو، ذكرى معركة سيف القدس، التي خاضتها المقاومة في غزة، نصرةً للمسجد الأقصى وتهديدات الاحتلال ومستوطنيه للشيخ جراح.
أمام كاميرات الصحفيين ووسائل الإعلام المحلية والدولية مارس جنود الاحتلال ومستوطنوه انتهاكاتهم في مدينة القدس المحتلة دون إلقاء بالٍ لأحدٍ، حتى وصل الأمر إلى محاولة منع المصلين من الوصول للأقصى المبارك لأداء العبادات، ضمن مساعي (إسرائيل) لتقسيم المسجد المبارك زمانيًّا وجغرافيًّا.
وقد تداولت وسائل الإعلام ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لانتهاكات شرطة وجيش الاحتلال خاصة خلال محاولتهم إفراغ حي الشيخ جراح بالقوة لإحلال مستوطنين مكانهم ضمن مشروع التهويد الإسرائيلي الهادف إلى تصفية الهوية الفلسطينية المقدسية، وتغيير معالم المدينة.
اقرأ أيضًا: فصائل: "سيف القدس" رسّخت مفهوم تكامل فعل ساحات النضال الفلسطيني
وعندها هتف سكان القدس وأهالي الشيخ جراح "يا غزة يلا مشان الله"، ومن داخل المسجد الأقصى علت هتافات المقدسيين "حط السيف قبال السيف واحنا رجال محمد ضيف" القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
ولأنّ انتهاكات الاحتلال في السنة الماضية، وتحديدًا خلال مايو/ أيار، لم ترُق لفصائل المقاومة وفي مقدمتها القسام، وجّه الضيف في الرابع من ذلك الشهر تحذيرًا أخيرًا للاحتلال، بأن يوقف انتهاكاته في القدس وإلا سيدفع الثمن غاليًا.
ولم تمضِ سوى بضعة أيام على تحذير الضيف، حتى وجّهت القسام ضربة صاروخية استهدفت مدينة القدس المحتلة، وذلك بتاريخ 10 مايو 2021، ردًّا على جرائم الاحتلال وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهالي الشيخ جراح والوافدين للأقصى.
وفي اليوم التالي وجّهت القسام وفصائل المقاومة ضربات صاروخية كبيرة لمدينتي أسدود وعسقلان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة الـ48 بعشرات القذائف الصاروخية، وذلك ردًّا على استهداف الأبراج وبيوت الآمنين في قطاع غزة.
وشنّ جيش الاحتلال غارات عنيفة مستخدمًا مقاتلات حربية وآلاف الأطنان من المتفجرات على هيئة قنابل ثقيلة وصواريخ، إذ تسببت في تدمير العديد من المنازل والأبراج السكنية ومقرات الجمعيات والمؤسسات الإدارية في جميع أنحاء قطاع غزة الساحلي.
ودفع ذلك كتائب القسام إلى توجيه الضربة الأكبر لمدينة "تل أبيب" وضواحيها، إذ أطلقت 130 صاروخًا ثقيلًا من طراز العطار، نسبة إلى القيادي البارز في كتائب القسام رائد العطار، الذي اغتاله جيش الاحتلال خلال العدوان العسكري على غزة صيف 2014.
اقرأ أيضًا: تقرير "معادلة سيف القدس".. هكذا أفقدت (إسرائيل) القدرة على "تحقيق الردع"
وبتاريخ 12 مايو 2021، أعلنت القسام عن استشهاد قائد لواء غزة في القسام باسم عيسى ومجموعة قيادية بارزة في القسام خلال قصف استهدف مدينة غزة حينها، وردًّا على ذلك وجّهت القسام ضربة صاروخيةً كبيرة بـ100 صاروخ، مستهدفة بها بئر السبع في النقب جنوبي فلسطين المحتلة، ردًّا على استئناف العدو لقصف الأبراج المدنية.
كما واصلت في نفس اليوم، قصف "تل أبيب" ومطار "بن غوريون" بـ110 صواريخ، وكذلك استهدفت منطقة "ديمونا" ومدينة أسدود وحقل صهاريج "كاتسا" برشقات صاروخية كبيرة.
واستمرت القسام ومعها فصائل المقاومة في قصف المدن المحتلة تزامنًا مع هبة جماهيرية كبيرة شهدتها القدس والضفة الغربية والداخل المحتل تضامنًا مع غزة التي خاضت المعركة العسكرية دفاعًا عنهم وردًّا على تمادي الاحتلال في انتهاكاته.
وخلال أيام المعركة، قصفت القسام عسقلان و"نتيفوت" و"سديروت" بـ200 صاروخ ردًّا على قصف برج الشروق وكردٍّ أولي على اغتيال مجموعة قيادية بارزة من قادة القسام، كما أعلنت أنها استهدفت بطائرة "شهاب" الانتحارية محلية الصنع، منصة الغاز في عرض البحر قبالة سواحل غزة.
استطاع القسام أيضًا تدمير جيب عسكري إسرائيلي بصاروخ مُوجّه شمال قطاع غزة أسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخرين. وأكثر ما تميزت به معركة سيف القدس انتفاضة الداخل المحتل والتي أصبحت تعرف بهبة الكرامة، تزامنًا وتصاعد انتهاكات شرطة وجيش الاحتلال بحقهم نتيجة ممارسة الاعتقالات ومداهمة البيوت والإعدامات الميدانية للشبان الفلسطينيين.
ويقيم مراقبون أنّ هبة الكرامة شكّلت حدثًا مفصليًّا مهمًّا جدًّا خلال معركة سيف القدس، وأنّ الاحتلال أصبح يدرك أنّ فلسطينيي الداخل يُشكّلون خطرًا كبيرًا عليه لا يقل عن فصائل المقاومة في غزة، بعد وقوفهم في وجه الاحتلال واستهداف مقراته كما حصل في اللد وغيرها من المدن المحتلة.
وواصلت المقاومة قصف الأراضي المحتلة خلال 11 يومًا من المعركة التي انتهت في 21 مايو/ أيار 2021، وأعلن آنذاك عن وقف إطلاق النار بعد تدخل وساطات عربية ودولية، ومنها مصر. وحينها وجّهت القسام تحذيرًا شديد اللهجة للاحتلال بأنه حال أقدم على أيّ حماقة قبل دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ فإنها ستُوجّه ضربةً صاروخيةً تغطي كل فلسطين من شمالها إلى جنوبها.