فلسطين أون لاين

المحتل ودفع الثمن

حمّلت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات الجريمة التي راح ضحيتها 15 شهيدًا منهم ثلاثة قادة من حركة الجهاد الإسلامي ونساء وأطفال وقالت في بيان لها يوم الثلاثاء، إنه "على الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن".

حتى كتابة هذه السطور لم تبدأ عملية الرد من جانب فصائل المقاومة، وقد تكون قد بدأت بالفعل عند قراءة المقال، فالرد لا بد حاصل بحجم الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد القادة وضد النساء والأطفال في قطاع غزة، وهو لا محالة حاصل بقدر الاستهتار الذي تمارسه حكومة الاحتلال الإرهابية ضد شعبنا ومقدساتنا على كل شبر من أرض فلسطين، وإذا نجحت (إسرائيل) في تنفيذ جريمتها فهل تنجح في الرد عن نفسها وحماية شعبها؟ لا أعتقد أنها ستنجح في ذلك، وأعتقد أنها ستعض أصابع الندم وستذهب حكومة نتنياهو إلى غير رجعة.

حكومة نتنياهو لعبت كثيرًا بالنار، وأقدمت على مغامرة معروفة سوء عاقبتها، ولا تحتاج إلى حسابات، وهي كاذبة ومضللة في قولها إن جريمتها جاءت ردًا وانتقامًا على الصواريخ التي ضربت قبل أيام من قبل المقاومة، وهي واهمة إن اعتقدت أنها ناجية بفعلتها تلك، سواء زادت من حدة تهديداتها لحماس في حال تدخلها، أو دفعت بالوسطاء كما في كل مرة. الأمر الآن مختلف جدًا كما هددت الغرفة المشتركة فإنها سوف تدفع المحتل ثمنًا باهظًا لأن الدم الفلسطيني ومقدساتنا وأرضنا وحريتنا لن تظل مستباحة، ولأن معادلة الردع التي فرضتها معركة سيف القدس ستبقى كما هي وسيسقط نتنياهو وحكومته الإرهابية. 

أمر آخر لا بد من الإشارة إليه وهو عملية التضليل التي مارستها دولة الاحتلال في سبيل خداع المقاومة قبل ارتكاب جريمتها، علمًا بأن المقاومة لا تنخدع ولا تأمن الجانب الإسرائيلي على الاطلاق، حيث قامت الحكومة بعدة أمور لتأكيد أنها تسعى إلى تهدئة الأوضاع وليس إلى الحرب، من ذلك أنها أعلنت قبل يوم واحد من جريمتها بأنها ستسمح بإدخال المنحة القطرية لامتصاص غضب المقاومة في غزة ضد مسيرة الأعلام المنوي إقامتها في القدس من قبل المستوطنين، وقالت الصحف الإسرائيلية إن حماس نجحت في تقدير موقف "إسرائيل" في الرد على الصواريخ التي ضربتها ردًا على اغتيال الشهيد خضر عدنان، كما أن تفسير الإعلام الإسرائيلي لعدم السماح لعضو الكنيست الإرهابي "بن غفير" بالمشاركة في الجلسة الأمنية الأخيرة للرد على صواريخ المقاومة، حيث فسرت ذلك بأنه لـمنع "بن غفير" من الضغط لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد غزة، ولكن قيل فيما بعد أن ذلك جاء خوفًا من كشف  "بن غفير" لنوايا الاحتلال لارتكابه جريمة ضد القادة في حركة الجهاد الإسلامي وتسريبه إلى الإعلام.