ثمَّ حالة تضاد في قضية تبادل الأسرى، نتنياهو يزعم أن تقدمًا حدث في قضية التبادل من خلال الوسطاء مع حماس، وحماس تنفي أي تقدم، وتكذِّب نتنياهو، وتقول إنه يناور على شعبه، وعلى ذوي الأسرى. نتنياهو يزعم أن حماس خفضت من شروطها لذا حصل التقدم، وحماس تنفي ذلك وتقول إنها متمسكة بشروطها التي يعرفها الوسطاء جيدًا، في ضوء حالة التناقض هذه كيف لنا أن نفهم الحكاية؟
الجواب القائم على التحليل لعدم وجود معلومات معينة من مصادرها يقول: ربما تكون التصريحات مجرد مناورة إعلامية اقتضتها ظروف خاصة عند نتنياهو وحكومته، وربما هي وجهة نظر له وللوسطَاء تقوم على تفسيرات ذاتية لمُقاربات حماس، وربما هو لا يريد التقدم في حد ذاته، وإنما يريد أن يحمل حماس مسئولية الفشل القادم، ومن ثمَّ يستعيد ورقة ذوي الأسرى من حماس.
والجواب القائم على الحقيقة يقول دعونا ننتظر هل تظهر إرهاصات هذا التقدم في الأيام القادمة، أم إنه لا إرهاصات ولا تقدم، وعندها يكون كلام حماس صحيح بأن تصريحات نتنياهو مجرد مناورة داخلية، ومناورة ضاغطة على الأسرى الفلسطينيين أيضًا.
من المعلوم أن حماس تريد التقدم نحو صفقة تبادل مشرفة، وقد حاولت في مرات عدة تحريك الملف بتصريحات محسوبة، ولكن حكومات الاحتلال لم تستجب لحماس ولم ترد على تصريحاتها.
حماس لا تمانع المفاوضات الجادة والمسؤولة، ولكن ليس لديها استعداد للدخول في مناورات يفرضها نتنياهو.
الوسطاء لديهم الصورة واضحة ودقيقة، ولم يتكلم أحد منهم بشأن حدوث تقدم البتة، وانفراد نتنياهو بتصريح التقدم يرجع لهدف آخر عنده، غير هدف التقدم والتبادل، ولو كان ثمَّ تقدم لكانت حماس سعيدة به ولأكدته ولم تنفه، أو لاذت بالصمت.
وفي ظني أن حماس جاهزة للتبادل، ومرنة في مطالبها، ولكن نتنياهو غير جاهز، بل ومتعنت، ويخشى من خلفه، وليس له قوة الوزير القادر على اتخاذ قرار التبادل، حماس لديها قدرة كاملة على قرار التبادل ولا تخشى أحدًا، ونتنياهو غير قادر ويخشى "بن غفير وسيموتريتش" وغيرهما، والله المستعان.