- الرفاتي: استخدام المقاومة الدفاع الجوي بكثافة يصعب مهمة طائرات الاحتلال
- حسونة: نتائج صادمة لقيادة الاحتلال بفعل هجمات السايبر على "القبة الحديدية"
تزامن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ردًا على اغتيال الشيخ خضر عدنان في سجون الاحتلال أول من أمس، مع هجوم وحدات السايبر على منظومة القبة الحديدية التي فشلت في اعتراض صواريخ المقاومة، ما تسبب بأضرار كبيرة في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، وهو ما يعني وفق مختصين بشؤون المقاومة أن المقاومة تترجم عملياتها العسكرية وفق مبادئ الحرب الحديثة.
وأحدثت جولة المواجهة التي استخدمت فيها المقاومة، إضافة لسلاح السايبر، صواريخ أرض جو بكثافة ما أثر في تحرك طائرات الاحتلال في سماء قطاع غزة، خلافات داخلية لدى الاحتلال، وهذا ما أعلنه الناطق باسم الجيش، بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فتحت تحقيقًا للتأكد من أسباب عدم تعامل "القبة الحديدية" بفاعلية مع الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في غزة.
فبحسب القناة 13 العبرية فإن القبة الحديدية تصدت لـ 24 صاروخًا من بين 104 صواريخ أطلقت دفعة واحدة خلال الجولة الأخيرة، في حين اعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بفشل القبة الحديدية، وقالت في خبرها الرئيس، أمس: إن "نسبة الاعتراض المتدنية ينبغي أن تقلق جهاز الأمن".
الحرب الحديثة
وبحسب المختص بشؤون المقاومة محمد حسونة، تظهر جولة مايو التي انطلقت ردًّا أوليًّا من غزة على جريمة اغتيال الشيخ خضر عدنان، أن المقاومة قد بدأت فعليًا في ترجمة عملياتها العسكرية المصممة وفق مبادئ الحرب الحديثة على أرض الميدان.
وأوضح حسونة لصحيفة "فلسطين" أن "الحرب الحديثة تكون فيها الأسلحة التقليدية والتكنولوجية متكاملة الأدوار، وعلى مستوى عالٍ من التنسيق العملياتي، وهذا ما أظهرته الجولة"، لافتا إلى أن إعلام الاحتلال تحدث بوضوح عن تزامن عمليات إطلاق النار مع هجمات سيبرانية استهدفت منظومة "القبة الحديدية".
وقال: "هذا سيضيف فرصة جديدة للمقاومة في قدرتها على تكبيد الاحتلال خسائر مادية ومعنوية خلال المعركة، فضلًا عن إمكانية استفادتها من ذلك في تعمية أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، من خلال تعطيل بعض الأجهزة التقنية أو حتى تضليلها".
ومثال على ذلك الأداء المتدني لمنظومة "القبة الحديدية"، بفعل تزامن إطلاق الصواريخ والسايبر من غزة، بنتائج صادمة في أوساط قيادة جيش الاحتلال، فهذه المنظومة الدفاعية ذات التكلفة الباهظة والمقدسة إسرائيليًا، سجلت فشلاً ذريعًا خلال جولة المواجهة، وذلك بحسب بيانات جيش الاحتلال، وهو ما يمثل خطرا على الاحتلال، وفق حسونة
ولفت إلى أن صواريخ المقاومة انطلقت في ظل تأهب عملياتي إسرائيلي وإنذارات استخبارية واستعداد قتالي سابق، وبناءً على ذلك، زادت نتائج الجولة الردع الإسرائيلي تجاه المقاومة تآكلًا وانهيارًا، إضافة لما جرى في الفترة الماضية، التي تعاظم فيها الضعف الإسرائيلي الداخلي.
وفي المقابل، يعتقد أن المقاومة حصدت نقاطًا إضافية في قوة ردعها للاحتلال، وهو ما تجلى عمليًا في إعادة إحياء محور المقاومة، تجهيزًا لتوحيد الساحات وتفعيلها، في حال نشوب مواجهة شاملة.
وتتطلع المقاومة للوصول إلى "سماء آمنة"، بتطويرها منظومات دفاعية تمنع استباحة الطيران الحربي الإسرائيلي لأجواء القطاع، بعد نجاحها منذ عام 2014 في تحييد المروحيات الحربية التي يستدعي تنفيذها مهام هجومية وضرب أهداف على الأرض التحليق على ارتفاعات منخفضة، بحسب مصادر المقاومة.
أدوات مختلفة
في حين قال المختص في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي: إن "المقاومة استخدمت أدوات مختلفة في مواجهة الاحتلال الأخيرة، من خلال وسائط الدفاع الجوي بكثافة، ما يجعل سماء غزة صعبة على طائرات الاحتلال.
وقال الرفاتي لصحيفة "فلسطين": "إن المقاومة استخدمت كذلك سلاح السايبر، واستطاعت بالتعاون مع مجموعة من الهاكر العرب اختراق القبة الحديدية، وإيقاف عملها، ما أدى لوقوع أضرار لدى الاحتلال بعدما لم تستطع اعتراض أي من الصواريخ، وهذا يمثل تطورا في عمل المقاومة".
ويعتقد أن الجولة الأخيرة ثبتت المقاومة من خلالها عددًا من قواعد الاشتباك وخاصة ما يتعلق بقضية الأسرى بأنها على رأس أولويات المقاومة، وأنها مستعدة للدخول بمواجهات عسكرية مع الاحتلال لمنعه من التغول على الأسرى وتكرار حادثة اغتيال الشيخ خضر عدنان.
وأضاف: "لا شك أن المقاومة ثبتت أن الرد الفلسطيني سيكون كبيرًا، وأن تكرار الاغتيال ربما يؤدي لمواجهة عسكرية أكبر وأشمل، وهذا ما كان يخيف الاحتلال، وأن المقاومة لن تسمح بتكرار الحادثة، وستعمل خلال الفترة المقبلة لردعه".
ورأى الرفاتي أن الاحتلال تراجع عن توسيع العملية نتيجة الوضع الداخلي الإسرائيلي المعقد، وخشيته من تطور العملية بدخول جبهات مختلفة أو تتحرك جبهة الضفة أو الداخل المحتل، أو حتى تنطلق صواريخ من لبنان، وهو ما يمثل سيناريوهات سيئة للاحتلال.
وأضاف أن المقاومة أثبتت خلال الجولة الأخيرة وبما استخدمته من أدوات متطورة، أنها ستتحرك بكل قوة لنصرة الأسرى، وأنها مستعدة لمواجهة أي من التطورات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال.