فلسطين أون لاين

تقرير المقاومة.. درع مساندة للأسرى أفشل محاولات الاحتلال للنيل منهم

...
المقاومة.. درع مساندة للأسرى أفشل محاولات الاحتلال للنيل منهم
غزة/ نور الدين صالح:
  • القدرة: المقاومة رسمت معادلة عنوانها "أنها لن تترك الأسرى وحدهم"
  • السلطان: قضية الأسرى مركزية وتحتل سلم أولويات المقاومة
  • العقاد: الاحتلال يسعى إلى إعادة هيبته المتآكلة عبر التنكيل بالأسرى

لم تتوانَ المقاومة في قطاع غزة عن معركة الدفاع عن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة من الصراع، ولا سيّما أنّ قضيتهم مركزية وضمن الثوابت الوطنية وتتصدر سلم أولويات الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وعلى مدار سنوات طويلة سجّلت المقاومة مواقف ناصعة خلال دعمها ومساندتها للأسرى أمام بطش إدارة سجون الاحتلال عبر خوض جولات قتالية، وأسر جنود إسرائيليين في سبيل الوصول إلى تحريرهم جميعًا وتبييض السجون.

وأول من أمس، خاضت المقاومة في قطاع غزة جولة تصعيد مع قوات الاحتلال ردًّا على اغتيال الأسير الشيخ خضر عدنان، حيث أُطلقت عشرات القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، في أعقاب الإعلان عن استشهاده.

سند قوي

وقال مدير مكتب "إعلام الأسرى"، أحمد القدرة، إنّ الحركة الأسيرة في السجون بات لديها سند قوي، وهي الحاضنة الشعبية وعلى رأسها المقاومة، مشيرًا إلى أنّ هذه الجولة الأخيرة لم تكن الأولى التي تنطلق لأجل الأسرى.

وأشار القدرة لصحيفة "فلسطين"، إلى أنه في عام 2019 هدد وزير ما يسمى "الأمن الداخلي" في حكومة الاحتلال "جلعاد أردان" الأسرى بوضع أجهزة تشويش في جميع أقسام الأسرى لمنع تواصلهم مع ذويهم، فأطلقت وقتها المقاومة صاروخًا واحدًا كرسالة تحذيرية للاحتلال وانقلبت المعادلة.

وبيّن أنه في وقتها جرى سحب الصلاحيات من "أردان"، وإزالة أجهزة التشويش، ووضع هاتف عمومي داخل الأسر، وهو إنجاز سُجل في تاريخ الحركة الأسيرة بدون اللجوء للإضراب عن الطعام.

وأكد القدرة أن المقاومة رسمت معادلة عنوانها "أنها لن تترك الأسرى يواجهون الاحتلال وحدهم، وستواصل جهودها حتى تحريرهم، متابعاً: "وعلى المحتل أن يفهم أن المقاومة مستعدة لخوض جولات من القتال من أجل الأسرى".

وأوضح أن حكومة الاحتلال المتطرفة باتت تحسب ألف حساب قبل ارتكاب أي حماقة ضد الأسرى، بفعل وجود المقاومة المساندة لهم.

أولوية للمقاومة

بدوره، قال مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عوض السلطان: إنّ قضية الأسرى مركزية وتحتل سلم أولويات المقاومة الفلسطينية، مشددًا على أنّ "الاحتلال يستخدم كل أدوات القتل البطيء ضدّ الأسرى، لذلك تبقى المقاومة صمام الأمان لهم وللشعب الفلسطيني كافة".

وأوضح السلطان لصحيفة "فلسطين"، أنّ المقاومة استطاعت أن تُرسّخ عددًا من المفاهيم للشعب الفلسطيني والأسرى، بأنه لا يمكن تحريرهم إلا بعمليات المقاومة والكفاح المسلح عبر أسر المزيد من الجنود، مشيرًا إلى أنّ الحركة الأسيرة تثق بالمقاومة وتُعوّل عليها بالتدخل في الوقت المناسب.

وعدّ ردَّ المقاومة على اغتيال الشيخ خضر عدنان "دليلًا على أنها فعلت وأوفت بعهدها بأن تبذل الغالي والرخيص للدفاع عن الأسرى"، مشددًا على أنّ المقاومة لن تسمح للاحتلال بالتمادي في التفرد بالأسرى.

وبيّن أنّ المقاومة بعثت رسالة قوية للاحتلال عبر ردّها الموحد على اغتيال الشيخ عدنان، مفادها أنّ قضية الأسرى خطٌّ أحمر والمساس بهم "لعب بالنار"، لافتًا إلى أنّ المقاومة وصلت إلى حد متطور من الخبرة في محاكاة الصراع مع الاحتلال والصمود في وجه آلة الحقد الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا: متحدثون: المقاومة بالضفة تعدَّت حدود الاجتثاث والسلطة والاحتلال فشلا في النيل منها

من ناحيته، قال المحلل السياسي عبد الله العقاد: إنّ المقاومة لم تكن يومًا بعيدة عن الأسرى، وبقي ملفهم محطّ اهتمامها في كل المراحل.

وبيّن العقاد لصحيفة "فلسطين"، أنّ المقاومة تبدي أهمية كبيرة بقضية الأسرى كما المسرى، إذ إنّ الأسير يُعبّر عن قداسة الإنسانية، معتبرًا أنّ رد المقاومة من خلال "الغرفة المشتركة" دليل على أنها جاهزة لردع الاحتلال في أي وقت.

وعدّ أنّ المقاومة أوصلت رسالة قوية للاحتلال حيث فهم أنها جاهزة للمعركة كون قضية الأسرى على سُلّم أولوياتها، وهو ما أفشل مراهنة وزير ما يسمى "الأمن القومي" في حكومة المستوطنين الفاشية إيتمار بن غفير لفرض أجندات ضد الأسرى.

وأوضح أنّ حكومة المستوطنين تسعى إلى إعادة هيبتها المتآكلة عبر الاعتداء على الأسرى في سجونها، وهو ما أفشلته المقاومة عبر إسنادها المتواصل لهم، لافتًا إلى أنّ الرسالة وصلت إلى الاحتلال "لا تلعبوا بالنار".