فلسطين أون لاين

الإنتاج المعرفي للأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية

أقامت لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية بالتعاون مع وزارة الأسرى وشخصيات اعتبارية ومحررين معرضًا وطنيًا يجسد واقع حياة الحركة الأسيرة في السجون الصهيونية، وأطلقوا على المعرض الوطني اسمًا له دلالات قد لا يفهمها إلا من سلبت حريته، إلا أن منظمي المعرض أبدعوا في سلب حريتنا لبضع دقائق لنعلم ماذا تعني كلمة تنفس حرية، وهو اسم المعرض.

السؤال الرئيس لهذا المقال: كيف أبدع منظمو المعرض في سلب حريتنا؟ وما هي الرسائل التي أراد إيصالها معرض تنفس حرية؟

تلقيت دعوة لحضور المعرض الوطني "تنفس حرية" على أرض منتجع الشاليهات في مدينة غزة، تجولت على أرض المعرض، إذ إن صور الأسرى تنتشر على جنبات المعرض، وتحت كل صورة عدد سنوات الحكم التي يقضيها الأسير داخل السجن، على سبيل المثال على صورة أحد الأسرى مكتوبة عبارة "محكوم عليه أربعين عامًا"، وهناك من هو محكوم بعشرين عامًا، قد يمر البعض على تلك العبارة مرور الكرام، دون أن يعلم أن الظروف المعيشية القاسية للأسرى سواء داخل الغرف أو الزنازين أو الحجز الانفرادي، أو التعذيب الجسدي والنفسي الذي يمارسه السجان في معظم الأوقات في السجون الإسرائيلية تجعل من الدقيقة الواحدة تعادل يومًا كاملًا.

من هنا جاء إبداع المنظمين للمعرض الوطني تنفس حرية، ليقول لنا تفضلوا لمشاهدة هذا العرض المرئي عن الحياة اليومية للحركة الأسيرة، أدخلونا في غرفة صغيرة لا تتجاوز 3*3 م وهي تقريبًا نفس مساحة غرف السجون الإسرائيلية ويعيش بين جدرانها 10 من الأسرى، وبنفس العدد تقريبًا، ولأن الغرفة مخصصة لعرض سينمائي، إلا أنك وأنت تشاهد هذا العرض ينتابك شعور عن الغرفة التي تشاهد العرض المرئي من داخلها يجول في خاطرك على الفور سؤالٌ: عشر دقائق في غرفة مظلمة لا ترى ضوء الشمس منها، وأنت على يقين أن مع انتهاء العرض ستغادر هذا القفص لتحتضن أولادك وزوجتك وأمك، وتتأمل جمال السماء والبحر والرمل والشجر، إلا أن الدقائق العشرة كفيلة لوحدها أن تخاطب عقلك لتقول: كيف لمن قدم زهرة شبابه من أجل أن نتنفس حرية أن يعيش عشرات السنين داخل تلك الغرف؟ نعم، نجح المنظمون في أن نتبنى ونحتضن كل مقاومة يعمل من أجل أسر جندي من أجل هؤلاء أن يتنفسوا الحرية، نحتضن كل عمل سياسي ودبلوماسي بموجبه يتم تبييض السجون الصهيونية، قناعة ترسخت عند كل الحضور من قادة الفصائل الفلسطينية، إلى النخب المجتمعية، إلى جماهير شعبنا الفلسطيني.

شكرًا لكم على هذا الإبداع، وهذه الجهد الذي رسخ قناعة هي قائمة لدى جماهير شعبنا ولكنكم ثبّتم تلك القناعة بضرورة العمل من أجل حرية هؤلاء الأسرى.

أما الحديث عن الرسائل لمعرض تنفس حرية فأستطيع أما الحديث عن الرسائل لمعرض تنفس حرية فأستطيع إيجاز ما يلي:

1.   الأسرى ليسوا أرقامًا فكل أسير في السجون الصهيونية هو قصة لوحده، بطولاته – إبداعاته – معاناته داخل الأسر، ومعاناة ذويه في انتظار لحظة لم الشمل.

2.    حجم الإنتاج المعرفي والفني للأسرى في داخل السجون، إذ أُلّفت عشرات الكتب داخل السجون، سياسية وأدبية واقتصادية وفي العلوم الشرعية، والفكر السياسي، بما يؤكد أن أسرانا منهم المفكر والأديب والشاعر والفنان... الخ.

3.    حجم معاناة الأسرى، إذ أن اختيار العنوان لوحده يؤكد كم هي درجة الحرمان التي يعانيها أسرانا بسبب سلب حريتهم، وما تمارسه مصلحة السجون من أجل التفنن في تعذيبهم، حتى باتت رؤية السماء والشمس حلمًا لبعض الأسرى.

4. رسالة لقادتنا بضرورة بذل الجهود من أجل حرية الأسرى، بغض النظر الطريقة التي يسلكها كل طرف، فالواجب يقع على الجميع، المقاومة المسلحة عليها العمل على إبرام صفقة تبادل وأسر مزيد من الجنود، والمجتمع المدني عليه أن يعمل بكل الأدوات من أجل بقاء قضية الأسرى حية في وجدان العالم أجمع، وعلى السلطة وقيادة منظمة التحرير العمل بكل الوسائل الدبلوماسية والإعلامية والقانونية من أجل الضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى.

5. المعرض الوطني تنفس حرية عكس وحدة الميدان في القضايا الوطني إذ شاهدنا حماس وفتح واليسار والجهاد الإسلامي والمجتمع المدني وكل الفعاليات داخل المعرض بما يؤكد أن القضايا الوطنية تجمع لا تفرق.