فلسطين أون لاين

بسبب زيادة المقاومة والعمليات البطولية

تقرير الضفة على صفيح ساخن.. مخاوف الاحتلال تزداد باندلاع انتفاضة ثالثة

...
مقاومون بالضفة الغربية - أرشيف
رام الله- غزة/ نور الدين صالح:

تخشى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تدحرج كرة اللهب وانفلات الأوضاع في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، والتي قد تصل إلى اندلاع انتفاضة عارمة تعجز عن مواجهتها، كما يرى مراقبون، بالتالي مما يهدد أمنها واستقرارها، خاصة في ظل تردي الأوضاع السياسية في الشارع الإسرائيلي.

وتعود مخاوف الاحتلال وفق تحليلات المراقبين، إلى زيادة أعمال المقاومة وانخراط أفراد من المجتمع الفلسطيني من مختلف الفئات العمرية فيها بالضفة والقدس المحتلتين، بصورة "غير منظمة".

ويقول محلل الشؤون العسكرية في القناة "13" ألون بن دافيد، إنّ مناطق الضفة الغربية تشهد مؤخرًا تغييرًا جوهريًّا لم تعهده (إسرائيل) منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، مشيرًا إلى أنّ جيش الاحتلال يصطدم بعشرات أو مئات الفلسطينيين من الضفة في كل عملية اقتحام، مع "استعداد غير مألوف للموت".

مخاوف الاحتلال

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة، إنّ هناك مخاوف إسرائيلية عدة من الأحداث الجارية في ساحة الضفة المحتلة في الوقت الراهن، أبرزها زيادة العمليات الفدائية وطبيعتها، كونها تأخذ صفة "غير منظمة" وهو ما جعل الاحتلال يُطلق على مُنفّذيها اسم "الذئاب المنفردة".

وخلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، استدل رمانة على عملية الدهس التي نفّذها الشهيد "حاتم أبو نجمة" في مدينة القدس المحتلة وأدت لإصابة 8 مستوطنين أول من أمس، إذ أنّ منفذها لا ينتمي لأيّ تنظيم ولم يكن أسيرًا محررًا لدى الاحتلال، إنما جاءت العملية بدافع الانتقام من الاحتلال.

والتخوف الثاني حسب ما يرى رمانة، هو زيادة ميول الشباب الفلسطيني للانخراط في العمل المقاوم إذ أنّ الاحتلال كان يُركّز عل الفئة العمرية ما بين 18-22 عامًا، لافتًا إلى أنّ العمليات في الستة أشهر الأخيرة كسرت هذه المعادلة، إذ أنّ أعمار منفذي العمليات تجاوز الثلاثين عامًا.

وبيّن أنّ المقاومة والانتقام من الاحتلال أصبحت ظاهرة عامة لدى الشعب الفلسطيني، موضحًا أنّ حكومة الاحتلال تعيش في حالة تناقض خاصة في ظل حالة الانفلات في الشارع الإسرائيلي بسبب تردي الأوضاع الأمنية.

وأضاف أنّ هناك مخاوف لدى الشارع الإسرائيلي لاندلاع حرب في الضفة وجبهتي الشمال والجنوب بمشاركة حزب الله والمقاومة في غزة، متوقعًا أن تكون الأيام القادمة حُبلى بالأحداث.

وتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تصعيدًا على كافة الجبهات، مشيرًا إلى أنّ الضفة مهيأة جدًّا للتصعيد على إثر زيادة وتيرة المقاومة والعمليات البطولية.

ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي د. محمد عودة، أنّ الاحتلال يخشى أن يصبح العمل المقاوم والعمليات البطولية "منظمة" أي تحت إشراف التنظيمات الفلسطينية.

وبيّن عودة لـ "فلسطين"، أنّ الاحتلال يمارس البطش ويُكثّف ممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني خشية إحداث خسائر أكبر في صفوفه، والإخلال بمنظومته الأمنية.

وأوضح أنّ زيادة القمع والإجراءات العنصرية الإسرائيلية يرفع وتيرة الغضب لدى الشباب الفلسطيني ويدفعهم لزيادة العمل المقاوم وتنفيذ العمليات البطولية في مختلف أماكن الضفة والقدس.

اقرأ أيضًا: تقرير المقاومة بالضفة تُفشل عقيدة "دايتون" بضمها عناصر من مرتبات أمن السلطة

ولفت إلى أنّ هناك قضايا حساسة ومحورية ويرفض الشعب الفلسطيني المساس بها وأبرزها المسجد الأقصى، لذلك أيّ عدوان ضده يقابله عمليات بطولية، مشددًا على أنّ "الشعب الفلسطيني معطاء وقادر على الرد في أيّ لحظة". 

وبحسب قوله، فإنّ الرد على جرائم الاحتلال من الشباب الفلسطيني ينبعث من منطلق الوازع الديني والانتماء للوطن، منبهًا إلى أنّ مخاوف الاحتلال تزداد بسبب دخول مختلف الفئات العمرية على خط المقاومة.

تصاعد المواجهة

إلى ذلك، يقول الباحث في الشأن السياسي المقدسي محمد هلسة، إنّ تصاعد حالة المواجهة في الضفة والقدس وتحديدًا في شكلها العسكري هو "سياق طبيعي" في ظل تغوُّل الاحتلال ومسيرة الاستيطان.

وأضاف هلسة لـ "فلسطين"، أن تصاعد المشروع الاستيطاني وممارسات الاحتلال العنصرية وغياب الدور الفلسطيني وإضعاف دور السلطة وحصرها بالمهام الوظيفية دفع الشباب الفلسطيني لاسترداد الكرامة الوطنية بنفسه.

وأوضح أنّ (إسرائيل) تخشى توسع ردة الفعل الفلسطيني وانتقالها من شمال فلسطين إلى جنوبها ووسطها، مما يدفعها لملاحقة العمل المقاوم، تحسبًا لوصوله لمرحلة الانفجار واندلاع انتفاضة عارمة.

وبيّن أنّ الاعتداء على الأقصى يُوحّد الشعب الفلسطيني ويجمع شمله إذ أنّ حالة المواجهة عادت في المرحلة الراهنة "وهو ما يُقلق الاحتلال".

تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار، قال في تصريحات صحفية، إنّ الوضع الأمني في الكيان بات معقدًا جدًّا مع ازدياد عدد جبهات القتال مؤخرًا.

وأضاف بار أنّ الواقع الأمني اليوم بات معقدًا مع الانقسام الشديد في مجتمعنا وتعاظم التهديدات من الخارج، والشعور باتحاد الجبهات وازدياد التحديات، زاعمًا أنّ قدرات جهاز الشاباك في ذروتها خلال هذه الفترة.